ومن سورة الأعراف
  ومعنى قوله {لِلْجَبَلِ} فهو: على الجبل، غير أن حروف الصفات يقوم بعضها مقام بعض، ويجري بعضها عن بعض.
  ومن الحجة أن العرب تطرح الشيء وتقيم ما كان من سببه مقامه، قول الشاعر:
  ألا أنني أسقيت أسود حالكا ... الأبجلي من الشراب الأبجلي
  والأسود لا يشربه أحد ولا يسقاه، وإنما هي الحية السوداء، وإنما أردا: إني سقيت سم أسود، فطرح السم وأقام الأسود مقامه.
  ٧٠ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا}[الأعراف: ١٧٢]؟
  فأخذُ الله سبحانه على بني آدم، فهو: أخذه على أولهم، ما أخذ من الإقرار به و بوحدانيته وربوبيته، والإقرار بفرائضه وكتبه ورسله، لا يزيله عنهم شيء إلى أن تقوم الساعة، فرضا لازما في الأولين والآخرين، فهذا معنى: أخذ الله من بني آدم، ومعنى {مِنْ ظُهُورِهِمْ} فهو: أخذه على نسلهم نسلا بعد نسل، والظهور: ما يخرج من الظهور من النسول، وعلى ما يخرج منها، كان الأخذ عليها، ألا تسمع كيف