تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة يوسف

صفحة 246 - الجزء 1

  له، فقال لها: فإذا كنت تستحين أنت من صنم لا يسمع ولا يبصر، ولا يضر ولا ينفع، فكيف لا أستحي أنا من الذي خلقني وخلقك وخلق هذا الذي تخافين، ومنه تستحين، بل أخاف وأستحي، من الذي خلقني وخلقكم، وهو خالق السموات والأرض.

  ثم نهض منها هاربا بنفسه، فلحقته إلى باب الدار فقدت قميصه، {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} وهو زوجها الملك، وذلك أنهم كانوا يسمونه السيد، لموضعه عندهم، ورفعته فيهم، فقالت له: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٢٥}⁣[يوسف: ٢٥]، قال يوسف: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي}⁣[يوسف: ٢٦]، فتحير الملك واشتبه عليه الأمر، وكثر فيه القول، فذكر بعض الرواة، أن الذي حكم في ذلك صبي صغير كان في المهد، واختلف فيه، والذي صح في ذلك عندنا أنه كان صبيا قد عقل، وهو من