تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة يوسف

صفحة 247 - الجزء 1

  أبناء خمس سنين أو شبيه بها، فأُتي به إلى الملك، فقال: إن كان قميصه قد من قبل فصدقت - هي فيما ذكرت من مراودته لها على نفسها - وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت - فيما ادعت - وهو من الصادقين في قوله، ومراودتها له على نفسه، فأُتي بالقميص إلى الملك، فنظر إليه فإذا هو مقدود من دبره، فقال: {إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ٢٨}⁣[يوسف: ٢٨]، ثم بدا لهم من بعد ذلك فألقى في السجن، وكان في السجن رجلان من خدم الملك، فلما كان من إعلامه لهما بتأويل رؤياهما على الحقيقة بعينها، فلما رأى الملك رؤياه، أتا أحد الرجلين إلى يوسف فقص عليه ذلك، فأخبره بتأويله فلما انتهى ذلك إلى الملك، بعث إلى النسوة يسألهن عن خبره، فـ {قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ٥١} - فيما تبرأ منه وأنكره - {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ٥٢ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ٥٣}⁣[يوسف: ٥١ - ٥٣] فهذا ما كان من خبره #.