تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة يوسف

صفحة 248 - الجزء 1

  ١٠١ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ٤٢}⁣[يوسف: ٤٢]؟

  قال: هذا خبر عن يوسف صلى الله عليه وآله، وصاحبيه المسجونين معه، حين رأيا الرؤيا، وقصَّاها عليه فعبرها لهما، فكانت كما قال صلى الله عليه وآله، وكان منه تقدمة إلى الذي علم أنه ينجو منهما من القتل، أمره أن يذكره عند ملكهم بحسن تعبير الرؤيا، والفهم بما أتي من الأمور ويذر.

  فلما أن كان من رؤيا الملك ما كان، وسأل قومه وأهل مملكته أن يفسروها له، فلم يجد ذلك عندهم، ذكر الناجي من الحبيسين يوسف وبصره بالتعبير، فأخبر به الملك، فأحضره وسأله عن تعبير رؤياه، فعبرها فتمكن عنده بذلك، وعظم قدره.

  فأما قوله {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} فهو: أنساه الشيطان أن يذكر أمر يوسف لربه، قبل رؤيا الملك، وربه فهو: سيده وكبيره، وقوله {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ٤٢} يعني: يوسف، والبضع فهو: ما بين الست إلى السبع سنين.

  ١٠٢ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ}⁣[يوسف: ٧٦]؟

  ومعنى ذلك - رحمك الله - أنه يقول: كدنا لمعاقبته على احتياله لأخذ أخيه، وادعائه من السرقة لما ادعى عليه، بدسه الصواع في رحاله، حتى أخذه بذلك من