الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في معاشرة الأزواج)

صفحة 258 - الجزء 3

  وأخرج أبو داوود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله».

  فإن تابت: لم يجب لقوله تعالى {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}⁣[الفرقان: ٧٠] ولأنه قد حل نكاح الزاني لمن زنى بها إذا تابا كما مر وقد انسلخ تسميتها بالزانيين لحصول التوبة المعزوم عليها منهما بالثبات، ولقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}⁣[الفرقان: ٧٠]. فإن لم يكن معه علم بذلك انما هو مجرد تهمة، استحب له فراقها ولم يجب.

  ففي الشفاء خبر أن رجلا قال: يا رسول الله: إن امرأتي لا ترد يد لامس. فقال النبي ÷: «طلقها. قال: إنها جميلة، وإني أحبها. قال: أمسكها».

  وأخرج أبو داوود عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي ÷ فقال: «إن امرأتي لا تمنع يد لامس. قال: غربها. قال: أخاف أن تتبعها نفسي. قال: فاستمتع بها».

(فصل) (في معاشرة الأزواج)

  عليهما حسن العشرة وله عليها درجات لخصائص اختص الله الرجال بها كثيرة: قال الله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٢٢٨}⁣[البقرة] وقال تعالى {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا}⁣[النساء: ٣٤].

  وقال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}⁣[النساء: ١٩].