(فصل) [الشروع في نقل ما جاء من الأدلة المتعلقة بمودة ذوي القربي وهم آل رسول الله ÷]
  وتكلمنا به، وإنا نستغفر الله ونتوب إليه فنزل {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى: ٢٥] الآية.
  أخبرنا عقيل بن الحسين أخبرنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الاجري، بمكة حدثنا علي بن عبد العزيز البغوي، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلَّام، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك، قال حماد: وحدثني قتاده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وحدثني: قتاده عن الحسن عن عبد الله بن العباس ® «أن رسول الله ÷ لما قدم المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق وقدوم الغُرَبا عليه، وليس في يده لذلك سعةً فقالت الأنصار: إن ذلك الرجل قد هداكم الله على يديه وهو ابن أختكم تنوبه نوائب وليس في يده لذلك سعة، فاجمعوا له من أمولكم فلا يضركم فتأتونه به يستعين به على ما ينوبه من الحقوق فجمعوا له ثماني مائة دينار ثم أتوه فقالوا يا رسول الله: إنك ابن أختنا وقد هدانا الله على يديك، وتنوبك نوائب وحقوق، وليس بيدك لها سعة، فرأينا أن نجمع من أموالنا طائفةً فنأتيك به فتستعين به على ما ينوبك، وهو ذا. فنزل {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣] يعني لا أطلب منكم على الإيمان والقرآن جُعْلاً ولا رِزقاً إلا المودة في القربي يعني إلا أن تحبوني وتحبوا أهل بيتي و قرابتي قال ابن عباس ® فوقع في قلوب المنافقين من أهل المدينة شيء، وقالوا ما يريد منا إلا أن نحب أهل بيته ونكون تبعاً لهم من بعده، ثم خرجوا و نزل جبريل صلى الله عليه على النبي ÷ فاخبره بما قالوا فأنزل الله ø {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا}[الشورى: ٢٤] يعني اختلق الآية فقال القوم يا رسول الله ÷ فإنا نشهد أنك صادق بما قلته لنا فَنَزَل {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى: ٢٥].
  وفي الباب عن أبي أمأمة الباهلي».
  حدثني أبو بكر البردي: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي، المروذي، قدم حاجاً أن أبا الحسن ثمل بن عبد الله الطرشوسي حدثهم ببخاري، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بجند نسابور، حدثنا الحسن بن ادريس القشيري،