(باب) (المرابحة والمخاسرة والتولية والمشاركة)
  وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٧}[الأنفال] وقال تعالى {وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ٥٢}[يوسف] وقال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ١٠٧}[النساء].
  في مجموع الإمام زيد بن علي # عن أبيه عن جده عن علي # قال: من كذب في مرابحة فقد خان الله ورسوله والمؤمنين وبعثه الله يوم القيامة في زمرة المنافقين.
  وفي الأحكام للهادي # أنه قال: الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر. وقال في مسالك الأبرار للقاضي العلامة جعفر بن أحمد بن أبي يحيى وبإسناده إلى علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله ÷: «ليس منا من غش مؤمنا أو ضاره أو ما كَرَه». قال ¥ معنى الخبر: ليس على عادتنا ولا تخلق بأخلاقنا، ولا استن بسننا من فعل ذلك. ثم أخذ في تأويل آخر إلى أن قال وقوله ما كره: المكر خب وخداع وقيل أن يدبر عليه بأمر سوء لا يشعر به. ومنه ومكروا ومكر الله على أحد التأويلين انتهى.
  وأخرج البيهقي في شعب الأيمان عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب». فلهذه الآيات والأخبار: وجب الخيار فيما ذكر.
  وأما التولية فهي كالمرابحة إلا أنها بالثمن الأول.
  وأما المشاركة: فهي بمعنى التشريك وهو أن يقول الغير للآخر: قد شريت هذه السلعة بكذا وقد أشركتك في نصفها، فقبل المخاطب: نجز ملك نصفها بنصف الثمن الأول. وأما المخاسرة: فهي أن يبيع بناقص من رأس ماله نحو أن يقول: بعتك هذه بكذا على مخاسرة كذا أو برأس ماله، وخسران كذا. فهذه الأربع المذكورة جائزة لما مر من الأدلة، ولأن الأصل الحل. وإنما ذكرت في هذا التتميم بعض الحدود وبعض الرسوم في بعض الغموض في بعضها على كثير من الناس فعدلت عن طريقة المؤلف # لهذا الشأن والحمد الله المنان.