(فصل) [فيما ورد من أحاديث عن رسول الله ÷ أنه ترك في المسلمين كتاب الله تعالى وسنته وعترته أهل بيته وبيان منهم أهل بيته وما يجب على المسلم نحوهم]
  سيصيبهما بعدي أثره ثم قال: يا أيها الناس إلي خلّفت كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي، فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لستي. والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي، أما إن ذلك لن يفترقا حتى ألقاه على الحوض».
  وفي الكامل المنبر، «عن النبي ÷ أنه قال في حديث طويل: وإني سائلكم حين تَرِدون عليّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيها. قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الأكبر منهما كتاب الله، سبب ما بين السماء والأرض، طرف بيد الله وطرف بأيديكم، فتمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدلوا، والأصغر منهما عترتي أهل بيتي، فقد نبأني اللطيف الخبير أنها لن يفترقا حتى يردا على الحوض».
  وروى الهادي إلى الحق # هذا الخبر في الأحكام، ولفظه: «ويقول الرسول ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتي يردا على الحوض».
  وفي الجامع الكافي قال: قال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $: فما أجمعت عليه الأمة من الفرائض فإجماعهم الحجة على اختلافهم، لأن النبي ÷ قال: ما كان الله ليجمع أمتي على ضلالة، وما اختلفوا فيه من حلال، أو حرام، أو حكم، أو سنة، فدلالة رسول الله ÷ في ذلك قائمة، لقوله: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض». فهذا موضع الحجة منه عليهم، وهذا خبر مشهور تلقته الأمة من غير تواطؤ.
  وفيه أيضاً عن الحسن بن يحياى @: ثم قال النبي ÷: «إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وهما الخليفتان بعدي».
  وفي صحيفة علي بن موسي الرضى عن آبائه، أباً فأباً، إسناداً متصلاً عن علي عليه و $، قال: قال رسول الله ÷: «كأني قد دعيت وأُجبت، وإني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر؛ كتاب الله ø حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيها».