(فصل)
  علي فقلت: رسول الله نائم قال: فرفع النبي ÷ يده الثالثة فقال اللهم ائتني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير فجاء علي فقال أنس: كم أرُد على الله ادخل فلما رءاني قال: قال: اللهم وال من والاه. فأكلنا جميعا فلما خرجت تبعني فقال: استغفرلي يا أبا الحسن فان لي إليك ذنبا ولك عندي بشارة وأخبرني بما كان من رسول الله ÷ فحمدت الله وأثنيت عليه وغفرت له ذنبه ببشارته انتهى. قال الكنجي وقد روى من وجه آخر وفيه رد الشمس.
  وأخرج في مناقب الفقيه الحافظ ابن المغازلي الشافعي عن أنس بن مالك قال: اهدى لرسول الله ÷ نحامه فقال: اللهم ابعث إلي أحب خلقك اليك والى نبيك يأكل معنا من هذه المائدة.
  قال فأتى علي # فقال: يا أنس استأذن لي علي رسول الله ÷ قال: فقلت ان النبي ÷ عنك مشغول فرجع فلم يلبث فقال ارجع فاستأذن لي على رسول الله ÷ فقلت: النبي ÷ عنك مشغول فرجع ولم يلبث فهممت أن أقول مثل قولي الأول والثاني فسمع النبي ÷ من داخل الحجرة كلام علي # فقال ادخل يا أبا الحسن ما أبطا بك عني؟ قال: قد جئت يا رسول الله مرتين وهذه الثالثة كل ذلك يردني أنس يقول النبي ÷ عنك مشغول. فقال: يا أنس ما حملك على هذا؟ فقلت: يا رسول الله سمعت الدعوة فأحببت ان يكون رجلا من قومي. فقال النبي ÷ كل يحب قومه يا انس» وقد اخرج ابن المغازلي هذا من نيف وعشرين طريقا استوفاها بأسانيدها في المناقب وأخرج في الجمع بين الصحاح الستة لرزين بن العبدري في مناقب أمير المؤمنين علي # من صحيح ابن داود السجستاني وهو كتاب السنن بإسناده قال عن أنس بن مالك قال كان عند النبي ÷ طير قد طبخ له فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك اليك ياكل فجاء علي # فأكل معه منه».
  قلت: فهذا الحديث اشتمل على الإهدا لرسول الله ÷ وعلى هذه الفضيلة اشرف الفضائل التي لم يفضل الله بها أحدا بعد رسول الله ÷ وجعلها خاصة لعلي معي بن أبي طالب # وزاده شرفا فضلا فلقد حاز من أحبه بعد رسول الله ÷ ارفع الدرجات ورقا إلى اعلى الغرفات وسلم من بحور المهالك والغرقات بمحبته واتباعه ومحبة ابنائه الغرر الطاهرين وأتباعهم فهم سفن النجاه على رغم اناف البَغَضَة النَصَبَة العصاة والله يقيم أهل اليمن ويجمع شملهم على محبة الذرية المطهرة