الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(كتاب الوقف)

صفحة 232 - الجزء 4

  ما أمرت بتشييد المساجد قال ابن عباس لئن زخرفتها كما زخرفت اليهود والنصارى.

  وفي الجامع الصغير «قال رسول الله ÷ اذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم» قال أخرجه الحكيم عن أبي الدردا قال الله تعالى {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}⁣[التوبة: ١٨] الآية دل ذلك على ان لكل مسلم ان يعيد ما انهدم من المساجد ولو كان اعادة عمارته دون عمارة الأول. وأخرج النسائي عن الأحنف بن قيس من طرف حديث مناشدة عثمان وفيه قال: فانشدكم بالله الذي لا اله إلا هو أتعلمون أن رسول الله ÷ قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته فأتيت رسول الله ÷ فقلت إني ابْتعت مربد بني فلان قال فاجعله في مسجدنا وأجره لك قالوا: نعم دل على ان اللَّحِيْقَ يشرك في المنافع إن صح.

  وأخرج الطبراني في الكبير عن كعب بن مالك: «قال رسول الله ÷ أوسعوا مسجدكم تملأوه». وفي الثمرات عنه ÷ من أسرج في مسجد سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش تستغفر له ما دام في ذلك ضوؤه».

  ويزداد استحباب بنائه في أماكن الطواغيت ونحوها من البيع والكنايس لما رواه عثمان بن أبي العاص «أن رسول الله ÷ أمر أن يجعل مسجد أهل الطائف حيث كانت طواغيتهم». أخرجه أبو داود.

  وعن طلق بن علي قال: خرجنا وفد إلى رسول الله ÷ فبايعناه وصلينا معه واخبرناه ان بأرضنا بيعة لنا فاستوهبنا من فضل طهوره فدعا بماء فتوضا وتمضمض فصبه لنا في إداواة وأمرنا فقال اخرجوا فإذا اتيتم ارضكم فاكسروا بيعتكم وانضخوا مكانها هذا الماء واتخذوها مسجدا قلنا ان البلد بعيد والحر شديد والماء ينشف فقال مدوه من الماء فانه لا يزيده الا طيبا فخرجنا حتى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا ثم نضخنا مكانها واتخذناها مسجدا فنادينا فيه بالأذان قال: والراهب رجل من طي فلما سمع الأذان قال: كلمة حق ثم استقبل تلعة من تلاعها فلم نره بعد» أخرج جه النسائي.

  في الشفا وروى ان عبد الله بن زيد الانصاري وقف حائطا له على رسول الله