الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 249 - الجزء 4

  يقال فلان عتيق أي حسن الوجه وله معان آخر في القاموس العتق بالكسر الكرم والجمال والنجابة والشرف والحرية وفي الشرع اسقاط الحق من العبد بالحرية والدليل على فضله قول الله تعالى {فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥}⁣[البلد].

  وفي شرح التحرير والشفا عن ابن عباس عن النبي ÷ قال: «ايما مؤمن اعتق مؤمنا في الدنيا اعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار». وفي الشفا روى عن النبي ÷ انه سئل عن أفضل الرقاب قال: «أكثرها ثمنا وأنفسها عند أهلها». اخرجه ابن ماجه عن أبي ذر وأخرجه البخاري ومسلم عنه وفيه وروى أبو هريرة عن النبي ÷ انه قال: «من اعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه» وأخرجه في الموطأ.

  وفي شرح الهداية للعلامة ابراهيم بن محمد الوزير | روي علماونا وغيرهم أن عليا # اعتق ألف رقبة من كد يمينه وعرق جبينه وقد عد في امالي المرشد بالله الاثنينية من موالي رسول الله ÷ زيد بن حارثة ¥ وأبو رافع وشقران وسفينة وثوبان ¤ وذكر لهم شمايل حسنة واثمارا صالحة وقد ذكر اهل السير هؤلاء وأسلم وأبو سليم ورباح ويسار ومدعم وكركره وانجشه ومنهم انسه ويكني ابا مسروح وافلح وعبيده وطهمان قيل وهو كيسان وذكوان ومهران ومنهم حنين وسندر وفضاله ومابور وواقد وأبو واقد وقسام وابو عسيب وابو مويهبه ومن النسا سلمى وام رافع وميمونة بنت سعد وخضره ورضوى ورشحة وام ضميره وميمونه بنت ابي عسيب ومارية وريحانه.

  وأخرج ابن ماجه عن شرحبيل بن السمط قال: قلت لكعب يا كعب بن مرة حدثنا عن رسول الله ÷ واحذر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «من اعتق امرأ مسلما كان فكاكه من النار يجزى بكل عظم منه عظم منه ومن اعتق امراتين مسلمتين كانتا فكاكه من النار يجزى بكل عظمين منهما عظم منه» وقد أخرج أبو داود بمعناه عن كعب بن مرة أو مرة بن كعب «وايما امرءٌ اعتق مسلما أو ايما امرأة اعتقت امرأة مسلمة» وزاد «وأيما رجل اعتق امراتين مسلمتين الا كانتا فكاكه من النار يجزى مكان كل عظمين منهما عظم من عظامه».

  واخرج البخاري عن سعيد بن مرجانه صاحب علي بن الحسين قال: قال ابو هريرة قال رسول الله ÷ «ايما رجل اعتق امرءاً مسلما استنقد الله بكل عضو