(باب النذر)
  معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك ...» إلى آخر الحديث إلى قوله «فنزل جبريل وقال خذها يا محمد هنَّاك الله في أهل بيتك فأقرأه السورة.
  فالنهي عن النذر في الحديث عن ابن عمر وأبي هريرة ونسبة البخل إلى الناذر: مما يصادم هذه الآية القاطعة. وقد قال تعالى جزاء وجواباً ليوفون بالنذر: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ١١} إلى {وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ٢٢}[الإنسان] فاجعل أمامك كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأعرض الحديث عليه فإن وافق فذلك وإن لم يوافق فاتبع ما أنزل الله في شأنه قوله تعالى {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}[الإسراء: ٩] والله تعالى أعلم وأحكم.
  نرجع: وأخرج مسلم عن ابن عباس أن امرأة شكت شكوى فقالت: إن شفاني الله لأخرجنّ فلاصلينّ في بيت المقدس فبرأت ثم تجهزت تريد الخروج فجاءت ميمونة: تسلم عليها فأخبرتها بذلك فقالت «إجلسي مكانك فكلي ما صنعت وصلي في مسجد الرسول ÷ فإني سمعت رسول الله يقول: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة» وأخرج أبو داود عن رجال من أصحاب رسول الله ÷ «أن رجلا قام يوم الفتح فقال: يا رسول الله إني نذرت لله ø ... الحديث الذي رواه في الشفا متقدماً فقال النبي ÷ والذي بعث محمدا بالحق نبيئًا لو صليت ها هنا لأجزى عنك صلاة في بيت المقدس».
  وأخرج البخاري عن ابن عمر أنه «أمر امرأة جعلت أمها على نفسها صلاة بقبا أن تصلي عنها» وعن ابن عباس نحوه وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر سأله رجل فقال إني نذرت ان أصوم كل ثلاثاء أو كل أربعاء ما عشت فوافقت هذا اليوم النحر؟ قال: أمر الله تعالى بوفاة النذر ونهينا أن نصوم يوم النحر فأعاد عليه فقال مثله لا يزيد عليه» وفي رواية «أمر النبي ÷ بوفاء النذر ونهى النبي ÷ عن صوم هذا اليوم» وللبخاري من حديث حكيم الأسلمي أنه سمع ابن عمر يقول «في رجل نذر أن لا يأتي عليه يوم سماه إلا صامه فوافق يوم إضحى أو فطر فقال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لم يكن يصوم يوم الاضحى والفطر ولا يرا صيامهما».