الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) الصيد بالجوارح والرمي

صفحة 327 - الجزء 4

  وأما صيد الفهد فقال في الجامع الكافي قال القاسم # ولا يؤكل صيد الفهد الا ما أدرك ذكاته.

  وحال الفهود كحال الصقور إن كانت لا تشلي ولا تغرى وإن كانت تومر وتشلى فتأتمر فهي كالكلاب فيؤكل ما قتلت وما أكلت من صيدها وقال محمد: الفهد المعلم بمنزلة الكلب إذا أرسله على صيد فقتله أكل وإن أكل منه لم يؤكل.

  وأما الأسد والنمر والذيب والضباع فإنها سباع تصيد ولا تعلم الصيد.

  وإنما أجزنا صيد الفهد لانه جرب فصاد.

  وفي الشفا خبر وعن النبي ÷ «أنه مر بظبي حاقف فهَمّ أصحابه بأخذه فقال: لا تأخذوه حتى يجيء صاحبه» دل على أن الرامي للصيد قد ملكه حيث أثحنه بالرمي لان الحاقف هو المثخن بالجراح وفيه وروى أن النبي ÷ مر بالروحا اذ هو بحمار وحش عقير فقال النبي ÷ «دعوه حتى يجيء صاحبه فجاء رجل فقال: يا رسول الله هو رميتي فشانكم بها، أو قال فشانكم فيها فأمر النبي ÷ أبا بكر أن يقسم لحمه بين الرفقا أو قال: بين الرفاق» وأخرج ابن ماجه عن عدي بن حاتم «قلت يا رسول الله إنا قوم نرمي فقال إذا رميت فخرقت فكل ما خَرَقْتَه» وفي الشفا خبر وروى عن عدي بن حاتم قال «قلت يا رسول الله انا أهل صيد يرمي أحدنا الصيد فيغيب الليلتين والثلاث فيتبعه فيجد فيه سهما. قال: اذا وجدت سهمك وعلمت أنك قتلته فكل».

  وفيه خبر وروى زيد بن علي عن آبائه عن النبي ÷ «أنه قال لمن سأله عن ذلك فقال: ما أصميت فكل وما أنميت فلا تأكل» وفسره زيد بن علي @ بان الإصما ما بعينك. والإنما ما غاب عنك.

  وفي الجامع الكافي وروى محمد بإسناده أن النبي ÷ أتاه رجل فقال يا رسول الله: أرمي بسهمي فأصمي وأنمي فقال كل ما أصميت ولا تأكل ما أنميت».

  ولعله يحمل الإنما على انه وجد الصيد مرميا ولم يجد سهمه فيه جمعا بين الأخبار وفي الشفا خبر وعن عدي بن حاتم قال اذا وقعت رميتك في الماء فلا تأكل دل على أنه إذا رماه فوقع في الماء فلا يأكله لجواز أن القاتل له الماء إلا أن تكون الرمية قاتله وعلم: انه لو لم يسقط في الماء لمات من الرمية حل.