الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الذبائح)

صفحة 334 - الجزء 4

  الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ١٢١}⁣[الأنعام] قال: هذه الآية نزلت في مشركي قريش وذلك أنهم كانوا يقولون للمؤمنين: تزعمون أنكم تتبعون أمر الله وأنتم تتركون ما ذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم أكلتموه. والميتة فإنما هي ذبيحة الله فأنزل الله {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ}⁣[الأنعام: ١٢١] فحرم بذلك الميتة وما ذبحت الجاهلية لغير الله ثم قال: وإنه لفسق يريد أن كل ما لم يذكر اسم الله عليه معصية.

  وقال في تجريد الكشاف للسيد العلامة أبي الحسن علي بن محمد بن ابي القاسم رحمة الله عليهم في تفسير قوله تعالى {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}⁣[المائدة: ٣] الآية المتقدمة قيل أن المراد أكلها لان العرب كانوا يأكلونها وقيل المراد العموم أي الانتفاع بها وقوله تعالى {وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ}⁣[المائدة: ٣] أي: رفع الصوت به لغير الله، وهو باسم اللات، باسم العزى، عند ذبحه.

  وقوله تعالى {وَالْمُنْخَنِقَةُ}⁣[المائدة: ٣]: التي خنقوها أو انخنقت بحبل الصايد أو غيره حتى ماتت

  {وَالْمَوْقُوذَةُ}⁣[المائدة: ٣] التي أثخنوها بعصى أو حجر حتى ماتت.

  وقوله تعالى {وَالْمُتَرَدِّيَةُ}⁣[المائدة: ٣] التي تردت أي سقطت من جبل أو في بير فماتت وقوله تعالى {وَالنَّطِيحَةُ}⁣[المائدة: ٣] التي تنطحها أخرى فماتت بالنطح.

  وقوله تعالى {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ}⁣[المائدة: ٣] بعضه وقوله تعالى {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ}⁣[المائدة: ٣] إلا ما أدركتم ذكاته وهو يضطرب اضطراب المذبوح ويبحث.

  ولا بد من قطع الحلقوم والمري والودجين وان بقي من كل دون الثلث من كل واحد أجزا.

  وقيل: الاستثناء من جملة وما أكل السبع ومما تقدم.

  والذكاة الذبح التام، ومنه الذكاة في السن وهو تمام استكمال القوة، ومنه ذكيت النار اكملت اشتعالها.