الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في الروايات المتعددة لحديث الرسول ÷: «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح» ... والأحاديث القريبة منه]

صفحة 155 - الجزء 1

  عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: قال رسول الله ÷: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل لأمتي».

  وفيها أيضاً قال: أخبرنا ابن ريذة، قراءة عليه، باصفهان، قال: أخبرنا الطبراني قال: حدثنا الحسين بن محمد منصور سجادة قال: حدثنا عبدالله بن داهِر الرازي قال: حدثنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش بن المعتمر قال: «رأيت أبا ذر ¥ آخذا بعضادتي باب الكعبة، وهو يقول: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله ÷ يقول: مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني اسرائيل.

  وروى الحسن بن بدر الدين # عن علي # من خطبته الزهراء: فإنه ما من نبي بعث في الأولين والآخرين إلا كان له هاد من بعده، وإن موسي كليم الله، ومحمدا ÷ صفي الله، وأقام موسى # من بعده⁣(⁣١) هاديًا مهدياً، هارون ابن أمه #، وإن محمداً أقأمني هادياً مهدياً، فأنا نظيره، إلا أني لست بنبيء، فاختلفتم كما اختلف بنو إسرائيل على هارون، فضربها الله بالفتن والاختلاف اطاعت السامري، فعاقبهم بالقتل، فمن قتل نفسه بالتوبة كان شهيداً، ومن كره القتل عوقب بالافتراق والخروج من الملة، فافترقت على اثنتين وسبعين فرقة، كلها ضلت، وتاهت، وهلكت، إلا بقية من آل موسى، وآل هارون، الأمة الهادية التي قال تعالى فيها، {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ١٥٩}⁣[الأعراف] فهي التي تعدل وتهدي، ولم يكن الله ليضل الناس بعده، وافترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كل فرقة على ثلاث وسبعين ملة، فكل ملة ضالة مضلة، إلا من أخذ بحجزتي وحجزة أهل بَيْتِ رَسُوله، وكتابه، وسنته، واتبع الحبل الأصغر، والحبل الأكبر».

  وفي مناقب ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار الفقيه الشافعي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الملقب بابن السقا الحافظ الواسطي قال: حدثني أبو بكر محمد بن يحياى الصولي النحوي قال: حدثنا محمد بن


(١) أي من بعد غيبته لميقات ربه وقد صار خليفة أخيه موسي لو بقي بعد وفاته، ولأنه شريكه في أمره.