الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في ندب أداب النوم والانتباه)

صفحة 431 - الجزء 4

  وأخرج مسلم عن بريده قال: قال رسول الله ÷ «حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم ما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى ثم التفت الينا رسول الله ÷ فقال: ما ظنكم» ولابي داود والنسائي: نحوه بزيادة.

(فصل) (في ندب أداب النوم والانتباه)

  فيه أخبار كثيرة قد اشتملت عليها كتب آل رسول الله ÷ وكتب بعض المحدثين ككتاب عمل اليوم والليلة لابن السنى وعدة الحصن للخردي وغيرهما فنذكر منها بعض أداب النوم: أن يقصد به الانسان التقوى على الطاعة، ودفع الضرر عن النفس، وأن لا يستغرق أوقاته بالنوم، فإن قليله كثير ويكفي الانسان أن يضيع ثلث عمره حيث فعل ما يندب له من النوم، وهو نوم ثلثي الليل وقيام ثلثه قال الله تعالى {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ}⁣[المزمل: ٢ - ٤] وقال تعالى {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ}⁣[المزمل: ٢٠] وقال تعالى {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ١٧ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ١٨}⁣[الذاريات] وقال تعالى {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ ١٧}⁣[آل عمران].

  في الأحكام في صلاة الليل تطوعا قال يحيى بن الحسين ¥ أحب لمن قدر وقوي وصح جسمه وشفي أن لا يدع أن يصلي في الليل ثماني ركعات مثنى يقرأ في كل ركعة بما تيسر له من القرآن فإن في ذلك فضلا عظيما وخيراً كثيراً في الدنيا والآخرة وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله ÷ أنه قال «من صلى ثماني ركعات في الليل سوى