الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في الإستيذان وآدابه)

صفحة 433 - الجزء 4

  بعد القيام منه ما خلفه قبل العود إليه. ويندب ينفث في بدنه وقِرآة المعوذتين وأن يضع يده تحت خده، ويقول عند وضعها: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، وقرائة قل يا أيها الكافرون، وقرائة آية الكرسي قبل ذلك. وأن يقول: استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، وأن يقول: توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، هذه الأخبار وردت عن النبي ÷ وأكثرها مُسطرة في عِدَّة الحصن لابن الجردي. وكثير منها في سنن أبي داود وغيرها من الأمهات.

  وأما آداب الإنتباه والاستيقاظ فينبغي أن يكون القيام في نصف الليل وما كثر كثرت الفضيلة حتى يدرك، ركعتين خفيفتين من قبل الفجر، يصلي قبل الثمان الركعات والوتر، كما سبق في أول الإعتصام ويقول عند استيقاظه: الحمد لله الذي أحيانا ما أماتنا وإليه البعث وإليه النشور، ثم يسمى الله تعالى، ثم يلبس ثيابه ثم يسمي الله تعالى، ثم يعمد إلى سواكه ويستاك، ويقرؤ {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠}⁣[آل عمران] الآيات إلى آخر السورة إن كان طاهرا من الجنابة ثم يعمد إلى وضوء فيتوضأ. والأذكار بعد الانتباه تركناها اختصارا وقد تقدم كثير في الاعتصام وندب أدب ترك ذرب اللسان أي فحشه

  وأخرج ابن ماجة وابن السنى عن حذيفة ¥ قال «شكوت إلى رسول الله ÷ ذرب لساني قال أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله ø كل يوم مائة مرة».

(فصل) (في الإستيذان وآدابه)

  من التسليم والمصافحة وما يتعلق بذلك قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا}⁣[النور: ٢٧] الآية وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ