الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(القول فيما يستحب لباسه)

صفحة 442 - الجزء 4

  ومما يلحق باداب التحية تشميت مؤمن عطس، ثم حمد، وسبقه به. والدعاء لغيره بالهداية أو المغفرة.

  أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أنس بن مالك قال «عطس رجلان عند النبي ÷ فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال: إن هذا حمد الله وهذا لم يحمد الله. وفي رواية أخرى فقال الذي لم يشمته: يا رسول الله شَمَّتَ هذا ولم تُشمتني قال: إن هذا حمد الله ولم تحمد الله» قال الترمذي حسن صحيح.

  وأخرج ابن ماجة عن سلمة بن الأكوع قال: قال رسول الله ÷ «يشمت العاطس ثلاثاً فما زاد فهو مزكوم».

  وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا أعطس أحدكم فحمد الله فحق على كل مسلم يسمعه أن يقول: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فإذا تثاوب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع ولا يقول: ها. فإنما ذلكم الشيطان يضحك منه».

  وأخرجا عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال «حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنازة، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس».

  وأخرج أبو داود والترمذي عن أُبيّ قال: «كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله ÷ يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم».

  وفي الجامع الصغير عن ابن مسعود وسالم بن عبيد الأشجعي قال: قال رسول الله ÷ «اذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين، وليقل له يرحمك الله، وليقل هو يغفر الله لنا ولكم» قال: أخرجه الطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود وأخرجه الثلاثة والحاكم والبيهقي في الشعب عن سالم بن عبيد الأشجعي.