(القول فيما يستحب لباسه)
  فإن اتهمه فأراد أن يغلظ عليه اليمين رجاء أن يُرِعب قلبه ويخاف فيرجع إلى الحق أحلفه بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور: ما لهذا الرجل عليك حق الذي يدعيه ولا أقل منه فإن حلف خلَّى سبيله وإن نكل عن اليمين قضى عليه بما ادعى عليه.
  وفي الشفا روى ان النبي ÷ قال لرجل حلفه: «إحلف بالله الذي لا إله الا هو ما له عندك شيء يعني للمدعي».
  وأخرج أبو داود والترمذي عن أبي هرير قال: قال رسول الله ÷ «اليمين على نية المستحلف».
  وأخرج مسلم في رواية قال «يمينك على ما يصدقك به صاحبك».
  قال في الجامع الكافي ما معناه إذا كان الحالف ظالما فاليمين على ما يحلفه الحاكم ويدعيه صاحب الحق وإن كان مظلوماً فاليمين على ما ينوي إن نوى بقلبه غير الذي عليه فله نيته ولا شيء عليه. قال محمد فيما حدثنا علي بن بيان عن ابن وليد عن سعدان عنه ان حسن بن صالح طالبه السلطان فأخذه فاستحلفه أنه لا يتغيب عنه قال له حسن: نعم إلى أن تقوم الساعة فظن المحلوف له أنه يريد إلى يوم القيامة وإنما عنى أن تقوم الساعة من مجلسك.
  في أصول الأحكام خبر وروى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $: أنه استحلف الخصم مع بينته.
  وفي الشفا خبر وروى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي $ أنه كان يرى استحلاف الخصم مع بينته إذا طلب المدعى عليه ذلك وهو مروي عن شريح ولم يرو خلافه عن غيرهما من الصحابة فجرى مجرى الاجماع في كونه حجة.
  وفي الجامع الكافي: وإنما يحلف المدعي مع بينته إذا اتهم المدعى واتهم الشهود يحلّفه بالله الذي لا إله إلا هو لقد شهدت بينتك على حق وما قضيت حقك هذا ولا بعضه.
  وروى عن الحاكم عن الحسن بن علي سلام الله عليه: أنه استحلف عبيد الله الحر مع بينته وذكر أن عليا # اتهمه فيما حلّفه.