الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في ذكر من لا تقبل منه الشهادة]

صفحة 468 - الجزء 4

  وفيه: خبر وروى طلحة بن عبيد الله «أن رسول الله ÷ امر مناديا ينادي ألا: لا تجاز شهادة خصم ولا ظنين».

  وأخرج أبو داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ÷ قال «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا زان ولا زانية ولا ذي غِمر على أخيه».

  وأخرج الترمذي عن عائشة قالت قال رسول الله ÷ «لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا مجلود حدا ولا ذي غِمر على أخيه ولا مجرب شهادة ولا قانع أهل البيت ولا ظنين في ولي ولا قرابة».

  قوله تعالى {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}⁣[الحجرات: ٦] فأمر تعالى بالتبين والتثبت عند بلوغ خبره.

  فدل على أن شهادته لا تقبل.

  وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ١٥} إلى قوله تعالى {وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ١٦}⁣[الأنفال] دل على أن الفار من الزحف لا تقبل شهادته.

  وقوله تعالى {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٢٧٨ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}⁣[البقرة: ٢٧٨ - ٢٧٩] دل على عدم قبول شهادة المربي والمربى عليه وأكله وموكله وبايعه وشاريه وشاهديه وكاتبه.

  وقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ١٠}⁣[النساء] دل على عدم قبول شهادة أكل مال اليتيم ظلما.

  وقوله تعالى {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ٨٠}⁣[الأعراف] إلى قوله {فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ٥٨}⁣[النمل] دل على أنها لا تقبل شهادة من اللوطية بذكر أو أنثى حليلة أو غيرها.