الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في ذكر من لا تقبل منه الشهادة]

صفحة 469 - الجزء 4

  وقوله تعالى {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢}⁣[الإسراء] دل على عدم قبول شهادة الزاني بكراً أم محصنا بإمرأة أو بهيمة حيا أو ميتا.

  وقوله تعالى {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} إلى قوله {وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ٤}⁣[النور] دل على أنها لا تقبل شهادة القاذف المحصن والمحصنة.

  وقوله تعالى {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} إلى قوله {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ٩١}⁣[المائدة] يدل على عدم قبول شهادة الشارب للمسكر ومن لا يتجنبه في جميع أحواله ومن ساهم في المسير أو عبد الأصنام أو النجوم أو غيرها من المخلوقين أو استقسم بالأزلام لم تقبل شهادته.

  وقوله تعالى {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} إلى قوله تعالى {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١٨٨}⁣[البقرة] دل على انه لا تقبل شهادة آكل أموال الناس بالباطل وحقوقهم وزكاتهم وأخماسهم وأهل الجبا وغيرهم ممن يأكل أموال الناس بالباطل ونحوها ظلما أو استهلكها غصبا وحتما.

  وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ} الآيات إلى قوله {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١}⁣[الحجرات] دل على أن السخرية بالمسلم والاستهزاء به والاغتياب له لا يجوز وأن الساخر والمستهزي به لا تقبل شهادته واللمز الطعن والضرب باللسان في أعراض المسلمين. والمعنى في قوله تعالى {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}⁣[الحجرات: ١١] أنفسكم أيها المؤمنون بالانتهى عن عيب النفوس المؤمنة لان المؤمنين كنفس واحدة فمن كان لامزاً لا تقبل شهادته. والتنابز بالألقاب: التداعي بها وهو تلقيب المؤمن بلقب السوء فأما تلقيبه بما يحبه مما يحبه وينوه به فلا باس به، ومعنى بئس الاسم الفسوق بعد الايمان: بمعنى الذكر من قولهم طار اسمه في الناس بالكرم أو