الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في ذكر من لا تقبل منه الشهادة]

صفحة 470 - الجزء 4

  اللوم أو السعادة أو الشؤم وقوله {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات: ١٢] معنى البعضية: أن في الظنون: ما يجب أن يجتنب من غير تعيين ولا تبيين لئلا يجتري أحد على الظن الا بعد نظر تام وتأمل وتمييز بين الحق والباطل.

  وروى في الكشاف عن النبي ÷: «إن الله حرم من المسلم دمه وعرضه وأن يظن به ظن السوء» وقوله ولا تَجَسَّسَوا بالجيم أو الحاء المهملة يقال تجسس الأمر إذا طلبه وبحث عنه وفحص بفعل من الحس والتحسس تعرفه بالحواس والمراد النهي عن تتبع عورات المسلمين ومعايبهم والاستكشاف عما ستروه.

  وقوله تعالى {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}⁣[الحجرات: ١٢] وهو ذكر الغائب بالسوء في غيبته وسئل رسول الله ÷ عن الغيبة فقال «أن تذكر أخاك بما يكره فإن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته» وعن ابن عباس الغيبة إدام كلاب الناس.

  دل على أن اللامز بالألقاب والمتجسس والمغتاب عادة: لا يجوز قبول شهادتهم.

  وقوله تعالى {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ٣٢}⁣[الزمر] وقوله تعالى {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ١٠}⁣[البقرة] وقراءة بفتح الياء وسكون الكاف وكسر الذال مع تخفيفها: والكذب هو الاخبار بالشيء على غير ما هو عليه والتكذيب هو عدم التصديق بما أنزل الله وبما جاء به رسول الله ÷.

  واخرج البخاري ومسلم عن المغيرة أنه قال: قال رسول الله ÷ «إن كذبا علي ليس ككذب على أحدكم فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» ومعنى هذا الحديث متواتر نقل عن كثير من الصحابة وقد اخرجه في الجامع الصغير عن نحو ستين صحابيا فهو مقطوع بتواتره

  وقد أخرج أحمد عن أبي أمامة قال رسول الله ÷ «يطبع المؤمن على كل خلق الا الخيانة والكذب».