الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

وحالف اليمين الغموس وحقيقتها هو الحلف على الكذب عمدا

صفحة 477 - الجزء 4

  أمتي قوم يستحلون الحِر⁣(⁣١) والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضيع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» قوله وقال هشام الخ زعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام وجعله جواباً عن الاحتجاج به على تحريم المعازف وأخطأ في ذلك من وجوه، والحديث معروف وصحيح الاتصال بشرط الصحيح وقد تقرر عند الحفاظ أن الذي يأتي به البخاري بصيغة الجزم يكون صحيحاً إلى من علق عنه وقد ذكر شيخنا في شرح الترمذي أن حديث هشام بن عمار جاء عنه موصولا في مستخرج الاسماعيلي قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا هشام بن عمار قال أخرجه الطبراني في مسند الشاميين فقال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الصمد قال: حدثنا هشام بن عمار قال وأخرجه أبو داود في سننه قال ابن حجر وقد أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على البخاري موصولا وأخرجه ابن حبان موصولا في صحيحه انتهى نقلا من خط السيد العلامة الحافظ عالم اليمن محمد بن اسمعيل الأمير | وهذه حجة ترد على قول من أباح الضرب بالمعازف من جهلة في العصر الأخير مقتفيا لقول ابن حزم الظاهري الذي أكثر عليه علماء الاسلام النكير. والحمد لله العلي الكبير.

  وأخرج في سنن أبي داود والبيهقي عن ابن مسعود أنه قال: الغنا ينبت النفاق كما ينبت الماء البقل.

  وأخرج ابن أبي الدنيا والطبراني في الأوسط عن أبي أمامة عن النبي ÷ أنه قال «ما من رجل رفع عقيرته⁣(⁣٢) بغناء الا بعث الله شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك».

  وفي الجامع الصغير عن سهل بن سعيد «قال رسول الله ÷ سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر قال أخرجه الطبراني في الكبير.


(١) بكسر الحأ وبالراء أي الفرج والمعنى يستحلون الزنا وضبطه بعضهم بالخا والزاي المعجمتين والأول هو الصحيح تمت سماع مولانا مجد الدين.

(٢) العقيرة صوت المغني والباكي والقاري انتهى.