(باب حد الزاني)
  حتى مر بجيفة حمار مشير برجله قال لهما: «انزلا فأصببا من هذه الجيفة» فقالا: غفر الله لك يا رسول الله أنا كل من هذه الجيفة؟ فقال: «ما اصبتها من أخيكما آنفاً أعظم من إصابتكما من هذه الجيفة لو اصبتهما منها: إنه الآن لفي أنهار الجنة ينقمص فيها» وفي رواية السنن «ينغمس فيها» وفي معالم السنن «ينقمس فيها»
  وفي الباب روايات كثيرة من الأمهات في تكرير الإقرار من المقر بالزنا أربع مرات
  فالإقرار دون أربع مرات لا يجب معه الجلد والرجم فدون ذلك القدر شبهه في عدم ثبوته لقوله ÷ «إدرأوا الحد ود بالشبهات»
  في الشفا: خبر وروي أن النبي ÷ قال لماعز لما أقرا أربعاً: «لَعَلَكَ لمست، لعلك قبلت لعلك نظرت»، فكان النبي ÷ يلقنه بعد ثبوت الحد بإقراره ما لو تلقنه لسقط به
  وفيه: خبر: وروي أنه حين رمي بالحجارة هرب فرمى حتى قتل وروي أنه قال ردوني إلى رسول الله ÷ فقال ÷ حين أخبر بذلك «هلا تركتموه» وروي «هلا رددتموه»
  وأخرج أبو داود عن يزيد بن نعيم بن هزال عن أبيه قال كان ما عز بن مالك يتيما في حجر أبي فأصاب جارية من الحي فقال له أبي إئت رسول الله ÷ فأخبره بما صنعت لعله يستغفر لك وإنما أراد بذلك رجاء أن يكون له مخرج فأتاه فقال له: يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله فأعرض عنه فعاد، فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم علي كتاب الله، فأعرض عنه فعاد فقال: يا رسول الله إني زنيت فأقم على كتاب الله حتى قالها أربع مرات قال ÷ «إنك قد قلتها أربع مرات في من؟» قال بفلانة قال: «هل ضاجعتها» قال: نعم قال «هل باشرتها؟» قال: نعم، قال «هل جامعتها» قال: نعم قال: فأمر به أن يرجم فأخرج إلى الحرة فلما رجم فوجد مس الحجارة فجزع فخرج يشتد، فلقيه عبد الله بن أنس وقد أعجز أصحابه فنزع له بوظيف فرماه به فقتله ثم أتى النبي ÷ فذكر له ذلك فقال: «هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه»
  دل على أن المقر إذا رجع عن الإقرار بالزنا: قبل رجوعه ولو بعد أربع مرات.