(باب) (في الردة وأحكامها وحكم الزنديق)
  الله» ولقتلتهم لقول رسول الله ÷: «من بدل دينه فاقتلوه». وزاد الترمذي: فبلغ ذلك عليا فقال صدق ابن عباس(١).
  دلت على وجوب قتل الزنديق. ودل خبر سويد بن عقله على شرعية الاستتابه لمن تزندق أنه يستتاب عن الزندقة، فان تاب عن الزندقة قبل منه.
  وهذا الأثر يَرُدُّ ما نقله المؤيد بالله # عن قوم أن الباطنية لا يستتابون لأنهم أبدا على إظهار الاسلام والأقرب وجوب استتابتهم، فإن تابوا قبل منهم لأن أحوالهم كأحوال أهل النفاق وقد عاملهم رسول الله ÷ معاملة أهل الايمان بما ظهر من اسلامهم وانقيادهم. وقد قال تعالى {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}[النساء: ٩٤] الآية.
(١) يقال هذه الرواية مردودة بالبراهين القاطعة أما أولاً وهو مما يحقق وضع هذا المقال المصطنع أن رسول الله ÷ قد هم بتحريق المتخلفين عن الجماعة كما هو مروي في الصحاح وغيرها وهو ÷ لا يهم الا بالجائز للعصمة، ثانيا فان الصحابة قد أجمعوا على التحريق كما سبق في الرواية التي رواها ابن القيم في الداء والدواء ولفظها وقد ثبت عن خالد بن الوليد انه وجد في بعض نواحي العرب رجل ينكح كما تنكح المرأة فكتب إلى أبي بكر الصديق فاستشار الصحابة ¤ فكان علي اشدَّهم قولاً فيه فقال ما فعل هذا إلَّا أمة من الأمم واحدة وقد علمتم ما فعل الله بها أرى أن بحرق بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد فأحرقه وهذا يفيد إجماع الصحابة على ذلك وثمة روايات في هذا الشأن وفي هذا كفاية لمن القى السمع وهو شهيد وأما ثالثا فإنها تضمنت التخطئَّةَ لأمير المؤمنين وإمام المتقين # وقد قال أخوه الرسول الأمين ÷ «علي مع الحق اللهم أَدِر الحق معه حيثا دار» وما في معنى ذلك مما لا يحاط له كثرة وهو مستوفى في مباحثه كالشافي وتخريجه وشرح الغاية وقد جمعت في لوامع الأنوار الكثير الطيب مما ورد من رواية المؤالف والمخالف من السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وعلى آله (وأما رابعا) فالمعلوم أن ابن عمه حبر الأمة وترجمان القرآن ابن عباس ® كان أتبع لأمير المؤمنين # من ظله مقتدياً بهديه مقتدياً بأثره مستعداً من نوره متبعاً له في قوله وفعله وهو القائل كنا إذا أتانا الثبت عن علي لم نعدل إلا به أخرجه المحدث الكبير ابن عبد البر والقائل اذا حدثنا ثقة عن علي بفتيا لم تتجاوزها أخرجه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ومثل هذا في المحيط بالإمامة وغيره من كتب أئمتنا $ وعلى الجملة فرجوعه إليه في القضايا ورجوع الصحابة معلوم بين الامة ومما اشتهر: لولا على لهلك عمرو ومع هذا فلو صح خبر النهي لكان مخصصا بخير المتخلفين عن الجماعة ومن فعل ما يربو على فعلهم كهولاء الزنادقة ونحوهم وهذا مما يؤكد أن كنت ذا نظر ثاقب على أن في الصحاح ما ليس بصحيح كما يعرف ذلك أرباب التحقيق دع عنك ارباب المكابرة والتقليد والله سبحانه ولي الهداية والتوفيق والتسديد.
المفتقر الى الله سبحانه مجد الدين بن محمد المؤيدي غفر الله له وللمؤمنين.