الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب مالا يوجب القصاص)

صفحة 198 - الجزء 5

  وقد أشير إلى الاستدلال على وجوب الإصلاح. بما في أصول الأحكام خبر: «عن النبي ÷: لا يكون الرجل مؤمنا حتى يأمن جارُه بوائقه». وفي الجامع الكافي: قال محمد: وإذا أفزع رجل رجلا فذهب عقله فعلى عاقلة الذي أفزعه الدية. روي نحو ذلك عن ابراهيم عن عطا عن علي # في رجل نادى صبيا فخر ميتا قال يغرمه قيل لعطا: فإن نادى كبيرا قال: ما أراه إلا مثله.

  قال محمد: وروي عن الحسن البصري أنه لما انهزم طلحة والزبير يوم الجمل أقبل الناس منهزمين فمروا بامرأة حامل ففزعت منهم فطرحت ما في بطنها حيا فاضطرب حتى مات فوداهما علي # من بيت مال البصرة.

  وفيه: وروي عن الحسن البصري قال: بلغ عمر: أنَّ امرأة مغيبة يتحدث عندها فبعث إليها فأتاها الرسول وهي تمخض فخشيت من عمر فقامت مع الرسول فاشتد بها الطلق، فمرت بنسوة فأدخلنها داراً فولدت فانطلق الرسول الى عمر فأخبره فقال لجلسائه: فقالوا لا نرى عليك شيئا، إنما أنت وال بلغك عنها أمر فبعثت اليها لتعلم علمها فقال: ادعو أبا الحسن فأتاه فقال: ما تقول فيمن فعل كذا وكذى. قال: أرى أن تديه. قال: إن هؤلاء قالوا كذا وكذا. قال: إن كان قولهم صادف منك هوىّ فبئس ما صنعوا وإن كانوا قالو برأيهم، فقد أخطأوا رأيهم. قال عمر: لا تجلس حتى تقتّمها على قريش. فخرج علي رضوان الله عليه فقسمها على قريش. قال محمد: يريد أنه قسمها على عاقلته.

  وفي الشفا: وروي أن عمر أرسل إلى امرأة مغيبة كان يدخل عليها فقالت يا ويلها ما لها ولعمر فَيَنَمَا هِيَ في الطريق إذ فزعت فضربها الطلق فألقت ولداً فصاح الصبي صيحين فمات، فاستشار عمر أصحاب النبي ÷ فأشار بعضهم ان ليس عليه شيء انما انت وال ومؤدب وصمت علي ¥ فأقبل عليه فقال ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال علي #: ان كانوا قالوا برأيهم فقد أخطأو رأيهم وان كانوا قالوا في هواك فلم ينصحوا لك. إن ديته عليك لأنك أفزعتها فألقته وفي رواية فقال علي #: أن كانوا جهلوا فقد أخطأوا وإن كانوا عرفوا فقد غشوك. فقال عمر: اقسمت عليك إلا قسمتها في قومك يعني عاقلة عمر وأراد انهم قومك لأنهم قريش فألزم عمر الضمان فالتزمه.

  في الجامع الكافي: وروى محمد بإسناده عن الشعبي، عن علي رضوان الله عليه: