الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 264 - الجزء 5

  طلحة بيدي فانطلق بي إلى رسول الله ÷ فقال: يا رسول الله ان أنسا غلام كيس فليخدمك قال فخدمته في السفر والحضر ما قال لي لشيء صنعته لم صنعت هذا هكذا؟ ولا لشيء لم اصنعه لم لم تصنع هذا هكذا.

  في الجامع الكافي قال محمد: وإذا بلغ اليتيم الرشد وأونس منه بصلاح نفسه وحفظ الماله وولى لنفسه فينبغي للوصي أن يدفع إليه ماله. وحد البلوغ ان يدرك الغلام او تحيض الجارية أو يبلغ من السن خمس عشرة سنة فإن لم يونس منه رشدا عند بلوغه حبس ماله ولم يدفع إليه حتى يونس منه رشدا قال الله تعالى {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}⁣[النساء: ٦]

  ويجوز للوصي قضاء الدين بدون يحضر من الورثة.

  أخرج البخاري عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن أباه استشهد يوم احد وترك ست بنات وترك عليه دينا فلما حضر جذاذ النخل أتيت رسول الله ÷ فقلت: يا رسول الله قد علمت ان والدي استشهد يوم احد وترك دينا كثيرا واني احب ان يراك الغرما؟ قال: «اذهب فبادر كل تمر على ناحيته» ففعلت ثم دعوته فلما نظروا اليه اغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون طاف حول أعظمها بيدراً ثلاث مرات ثم جلس عليه ثم قال ادع اصحابك فما زال يكيل لهم حتى ادى الله أمانة والدي وأنا والله راض أن يودي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي تمرة فسلم والله البيادر كلها حتى أني أنظر الى البيدر الذي عليه رسول الله ÷ كأنه لم ينقص تمرة واحدة، قال أبو عبد الله: أغروا: هجوا بي قال الله {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ}⁣[المائدة: ١٤].