(فصل)
  عبد الله البرقي عن علي بن الحكم عن أبان بن تعلب عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: كان رسول الله ÷ إذا خطب جمع له كثيب فقام عليه وأسند ظهره إلى جذع فلما وضع المنبر في موضعه وقام عليه النبي ÷ خار الجذع فنزل اليه رسول الله ÷ فالتزمه ثم كلَّمه فسكته فلولا كلامه لخار الى يوم القيامة.
  وأخرج البخاري عن جابر بن عبد الله قال «كان المسجد مسقوفا على جذع من نخل فكان النبي ÷ إذا خطب يقوم إلى الجذع منها فلما وضع له المنبر فكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي ÷ فوضع يده عليه فسكت».
  وللبخاري في الحنين والصياح روايتان آخرتان نحو هذه الرواية وفي أمالي أبي طالب # قال: أخبرنا محمد بن بندار قال: حدثنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا عمار بن الحسن قال: حدثنا سلمة قال: وحدثني محمد بن اسحق عن سعيد بن ميثا عن جابر قال: عملنا مع رسول الله ÷ في الخندق وكانت عندي شويهة سمينة فقلنا والله لو صنعناها لرسول الله ÷ فأمرت امرأتي فطحنت شيئا من: شعير وصنعت لنا منه خبزا وذبحت تلك الشاة فشوينا لرسول الله ÷ فلما أمسينا وأراد رسول الله ÷ الانصراف عن الخندق وكنا نعمل فيه نهاراً فإذا أمسينا رجعنا فقلت: يا رسول الله إني قد صنعت لك شويهة كانت عندنا وصنعنا شيئاً من خبز هذا الشعير وأحِبُّ أن تنصرف معي إلى منزلي وإنما أريد أن ينصرف معي رسول الله ÷ وحده فلما قلت له ذلك قال نعم. ثم أمر صارخاً فصرخ أن انصرفوا مع رسول الله ÷ إلى بيت جابر فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون فأقبل رسول الله ÷ واقبل الناس معه فجلس وأخرجنا [ذلك] إليه فبرك وسَمَّى وأكل وتواردها الناس كلما فرغ قوم قاموا وجاء ناس حتى صدر أهل الخندق عنها وهم ثلاثة آلاف.
  فإن قيل فالثواب الصادر في ضيافة جابر هل يثاب على إطعام الثلاثة الاف على ضيافتهم أو بقدر شويهته وصاعه قلت: قال ÷: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيء» فيستحق جابر ¥ الاجر كاملاً مع الاجر لرسول الله ÷ الموفر بسعيه وبركته ÷ والله اعلم.