الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(وذكر الهجرة الكبرى)

صفحة 365 - الجزء 5

  بن مالك وعياش بن عبادة فقالا: يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة قال: خلوا سبيلها انها مأمورة. يعني الناقة، فانطلقت حَتّى أتت دار مالك بن النجار، بركت على باب المسجد، مسجد النبي ÷، وهو يومئذٍ مربد، فلم ينزل عنها فسارت غير بعيد، ثم رجعت الى مبركها أول مرة، ووضعت جرانها وبركت فنزل عنها رسول الله ÷ واحتمل أبو أيوب خالد بن يزيد رحله فوضعه في بيته ونزل عنده رسول الله ÷ وسأل عن المربد. فقال: معاذ بن عفرا هو لسهل وسهيل ابني عمرو يتيمين وسأرضيهما منه. فاتخذه مسجداً. وقد مر بعض هذه الرواية في الاعتصام نقلا من سيرة ابن هشام بأبسط من هذه في فصْل فضل المساجد وبنائها في أواخر كتاب الصلاة.

  وفي المصابيح لأبي العباس أحمد بن ابراهيم الحسني #: أخبرنا علي بن الحسين البجلي بإسناده قال: سمعت القاسم بن ابراهيم # يقول: «أقام رسول الله ÷ لما وافا ونزلت عليه آية الجهاد في بيت أبي أيوب شهرين وخمسة عشر يوما، ثم تحول إلى الدار التي بناها وأنفذ حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة في ثلاثين راكبا في طلب مال لقريش وهي أول سرية فأصابوا منه بعضا وفاتهم اكثر».

  وفيه: «فلما بنى مسجده ومساكنه انتقل. من بيت أبي ايوب حتى اذا كان شهر صفر من السنة الداخلة آخا بين أصحابه فكان ÷ سيد المسلمين، وامام المتقين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد المسلمين، وعلي بن أبي طالب أخوين، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين، وأبو بكر بن أبي قحافة وخارجة بن زيد بن زهير الخزرجي أخوين، وعمار بن ياسر وحذيفة أخوين، وسلمان الفارسي وأبو الدرداء اخوين».

  وقال في الهدى النبوي لابن القيم: «ثم آخا رسول الله ÷ بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار. آخا بينهم على المواساة، ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر. فلما أنزل الله تعالى {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}⁣[الأنفال: ٧٥] رَدَّ التوارث الى الرحم دون عقد الأخوة. وقد قيل انه وآخا بين المهاجرين بعضهم من بعض مواخاة ثانية واتخذ فيها عَلِيَّاً لنفسه». والثابت الاول. والمهاجرين كانوا مستغنين بأخوه الاسلام واخوة الدار وقرب النسب عن عقدة المواخاة بخلاف