الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب صفة الإمام الذي تجب طاعته)

صفحة 397 - الجزء 5

  حدثنا أحمد بن الحسين الطحان قال: حدثنا حسين الأشقر بن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ® قال: «لما نزلت {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] قالوا: يا رسول الله ومن قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال: عليٍّ وفاطمة وأبناء هما $» وقد تقدم هذا بسنده في اوائل الاعتصام وبعدة طرق أخر من رواية الإمام المرشد بالله # في أمالي الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الحسني الهروني سلام الله عليه قال: انبأني أبي | قال: أنبأنا محمد بن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن العقيقي قال: حدثني جدي قال حدثنا الحسن بن محمد الكوفي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا قيس بن الربيع عن محمد بن رستم، عن زاذان، عن سلمان قال: قال رسول الله ÷ «الحسن والحسين من أحبهما أحببتُه ومن أبغضهما أبغضتُه ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله الجنة جنة النعيم ومن أبغضهما وبغى عليها أبغضتُه ومن ابغضته أبغضه الله ومن أبغضه الله أدخله النار نار جهنم خالدا فيها وله عذاب مقيم».

  وفي الجامع الكافي قال الحسن: اجمع آل رسول الله ÷ أن علي بن ابي طالب كان أفضل الناس بعد رسول الله ÷ وأعلمهم وأولاهم بمقامه ثم من بعده أمير المؤمنين الحسن والحسين أولى الناس بمقام أمير المؤمنين ثم من: عد ذلك علماء آل رسول الله ÷ إلى آخر كلامه.

  وفيه قال الحسن: وقد دل رسول الله ÷ على إمامة علي والحسن والحسين بأعيانهم وأسمائهم فقال ÷. ما تقدم ذكره في باب إمامته وقال في الحسن والحسين ª «سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما» فجعلهما سيدين وبيّن فضلهما ودل على إمامتهما ودل على أنه لا يحل لأحد أن يتقدم من جعله رسول الله ÷ سيداً وشهد له بالجنة وقال: «اللهم أحِب من أحبهما وابغض من أبغضها» وقال «تَعلّموا منهما ولا تعلموهما» فهما اعلم منكم» وقال لأبيهما ولهما «أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم» فإن ثبت أن حرْبهم حربه وسلمهم سلمه وهذه وصية من رسول الله ÷ فيهم وفي من تمسك بالكتاب من الذرية فقال «إن استنصروكم فانصروهم وإن لبدوا فالبدوا وأوجب على الأمة نصرتهما اذا استنصروهم ولم يأمرهما