(فصل)
(فَصْلٌ)
  في ذكر ما يجب على الإمام ان يسير به في رعيته. في أمالي الإمام أبي طالب # قال: أنبأنا ابو الحسين علي بن محمد البحري سنة خمسين وثلاث مائة قال: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ببغداد إملاء قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة قال: قال النبي ÷ «ان السلطان ظل الله في الأرض يأوى اليه كل مظلوم من عبادي فإذا عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر وإذا جار كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر».
  وفيه قال أنبأنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا محمد بن اسماعيل الأحمسي قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن اسماعيل بن عياش قال حدثني قيس الرحبي عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ «من أعان بباطل ليبطل بباطله حقا فقد بري من ذمة الله وذمة رسوله، ومن مشى إلى سلطان الله في الأرض ليذله وسلطان الله في الارض كتابه وسنة نبيئه أذل الله رقبته قبل يوم القيامة مع ماذخر له من الخزي، ومن استعمل عاملا وهو يعلم أن في المسلمين أولى بذلك منه وأعلم بكتاب الله وسنة نبيه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين، ومن تولى شيئاً من حوائج الناس لم ينظر الله في حاجته حتى يقضي حوائجهم ويؤدي حقوقهم».
  وقال في الجامع الكافي بعد سند ذكره عن أحمد بن عيسى @ قال ليس للإمام أن ينقص الرعية ولا للرعية ان تنقص حق إمامها. على إمامها إقامة كتاب الله وسنة نبيئه فيها بالعدل منها في أحكامها، والتسوية بينها في قسمتها، والأخذ لمظلومها من ظالمها إلى ان قال كالأب الرؤوف الرحيم بولده، المتعطف عليه بجهده الكالي له بعينه وبنفسه يجنبهم المراتع الوبيّة، ويوردهم المناهل الروية، الغذية، فإن الله تعالى حمد ذلك أخلاق نبيه ÷ فقال ø {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}[التوبة].
  وفيه قال الحسن بن يحيى # قال النبي ÷ «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته» الحديث.