(فصل) (في نهى الظالم الجائر ووجوبه)
  وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ÷ يقول «كلكم راع ومسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله مسئول عن رعيته والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسئولة عن رعيتها والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته قال والرجل في مال ابيه راع ومسئول عن رعيته فكلكم راع ومسئول عن رعيته» ولأبي داود والترمذي قريب من ذلك.
  في الجامع الكافي وسئل لعله الحسن بن يحيى # عن معنى حديث النبي ÷ «إذ دخل على امرأة أبي رافع فرأى في بيتها هرة فقال أحسى إليها فإنك مسئولة عنها» فقال: معناه عندنا أن الله تبارك وتعالى فرض على المؤمنين الإحسان إلى ما خولهم الله ولا يعتدوا إليه بإضرار ولامثلة.
  وفي الأحكام قال يحيى بن الحسين سلام الله عليه يجب من أمر الله على الإمام أن يقوم بأمره ويأمر به وينهى عن نهيه ويقيم حدوده على من وجبت عليه من شريف أو دني قريب من الرحم أو بعيد، وأن يأخذ أموال الله من كل من وجبت عليه ويسلمها إلى من أمره الله بتسليمها إليه، ويشتد غضبه على كل من عصى الرحمن ولو كان أباه أو أخاه أو عمه أو ابنه لا يحيف ولا يحابي ولا يقصر في أمر الله ولا ينثني، مبعداً للعاصين شديداً عليهم مقرباً للمؤمنين سهلا لديهم، شديدا على المنافق، قريباً من الموافق، كما قال الله ø في محمد ÷ وأصحابه حين يقول {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[الفتح: ٢٩] إلى آخر السورة قال يحيى بن الحسين سلام الله عليه ويجب على الإمام أن يكون غضبه الله من فوق غضبه لنفسه.
(فَصْلٌ) (في نهى الظالم الجائر ووجوبه)
  في أمالي الإمام أبي طالب # قال: أخبرنا السيد الامام أبو طالب يحيى بن الحسين # قال: أنبأنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسين البغدادي الديباجي قال: حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن زيد بن ماتي قال: حدثنا محمد