(باب فضل الإمام العادل)
  وفيه خبر وهو قول النبي ÷ فيما رواه عوف بن مالك «إن خيار رأئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشر أئمتكم الذين يبغضونكم وتبغضونهم وتلعنونهم ويلعنونكم قيل يا رسول الله أفلاننا بذهم قال: لا. ما أقاموا فيكم الصلاة. ألا من ولي عليه والي فرآه يأتي شيئاً من معاصي الله تعالى فليكره ما يأتي من معصية الله تعالى ولا ينزع يداً عن طاعة» وقد أخرجه مسلم عن عوف بن مالك بهذا بزيادة «لا. ما أقاموا فيكم الصلاة» مرتين كررها قلت: وهذا محمول مع تغلب الجورة وعدم وجود إمام الحق الذي يمكنه النهوض على أهل الجور فرخص في عدم النهي عن المنكر لتأدية إلى قبيح.
  وقد أخرج البخاري عن أنس أن رسول الله ÷ قال «إسمعوا وأطيعوا وأن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبه ما أقام فيكم كتاب الله وهو محمول على المولى من جهة إمام أو محتسب وقد أشترط الطاعة له باقامته ما في كتاب الله فمن لم يقم ما في كتاب الله العزيز فلا طاعة له» واشتراط في الحديث الاول إقامة الصلاة أي فينا من الامرا قال بعض العلماء ومعنى اقامة الصلاة فينا من الامراء هو حمل الرعية على إقامتها بشروطها وأركانها وعمارة مساجدها وتأديب من قصر في واجبها وقتل من تعمد قطعها بعد استتابته فلم يتب وبعث المعلمين للصلاة إلى من جهل كيفية الصلاة وطهارتها واجرا ما يقوم بهم ما يستحقونه من بيت مال المسلمين أو واجب الزكاة وأن يتفقد أحوال المفرطين بترك الجماعات ويلزمهم حضورها لأن التفريط منهم أما باشتغال بدنيوي أو بمعصية كسكر أو غيره كشطرنج وذلك لما أخرجه الستة عن أبي هريرة عن النبي ÷ قال قال رسول الله ÷ «أثقل صلاة المنافقين صلاة العشا وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيها لا توهما ولو حبوا ولقد هممت ان آمر بالصلاة فتقام ثم أمر رجلا يصلي بالناس ثم انطلق معي رجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم». فأشار رسول الله ÷ إلى أنه لا طاعة للإمام الذي لا يقيم أمر الصلاة وشعارها في الناس لان الصلاة في الدين بمثابة القلب في الجسد فإن أقام أمر الصلاة وشعارها في الرعايا صلح جميع امر الشرعيات وإن فسدت فسدت جميع الرعايا كما قد حصل فسادها في معظم بلاد اليمن وغيره في معظم الجهات الاسلامية وفي الشفا خبر وعن إبن عباس انه ÷ قال «لا تسخطن الله برضا احد من خلقه ولا تقربوا الى أحد حد من الخلق يتباعد من الله ان الله