(فصل)
  أحملكم عليه لأن الشقة بعيدة والرجل يحتاج إلى بعيرين أحدهما لزاده ومائه والآخر يركبه فجرت أعينهم عن امتلاء من الحزن في قلوبهم».
  فدل هذا على ان الجهاد عليه ساقط فإن عرض عليه الإمام ذلك وجب عليه الجهاد لزوال العذر فإن عرض عليه الإمام ذلك وجب عليه الجهاد لزوال العذر.
  وإذا ثم دين على من يريد الجهاد مضيق عليه حال فلا يجوز له الخروج إلا باذن غريمه لما تقدم من الحديث الذي رواه ابو طالب # في أماليه واخرج مسلم ومالك ومعناه أن الشهيد يكفر عنه خطاياه إلا الدين وانه أخبر النبي ÷
  جبريل بذلك.
  وأخرج رزين عن أبي الدردا أنه كان يقف حتى ينتهي الدرب في ممر الناس إلى الجهاد فينادي نداءاً الناس يسمع يا أيها الناس: من كان عليه دين ويظن أنه إن هذا أصيب في وجهه لم يدع له وفاء فليرجع ولا ينبغي فانه لا يعود كفافاً.
  وإذا منع المجاهد أبواه المسلمان عن الجهاد وجب عليه الامتثال أو كان يحصل عليهما ضرر بخروجه كان عذراً له في عدم الخروج إلى الجهاد.
  ففي أمالي الإمام أبي طالب # قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن ابراهيم القاضي ببغداد قال حدثنا علي بن الحسن بن العبد قال: حدثنا أبو داود سليمان بن الاشعث قال: حدثنا محمد بن كثير قال: أنبأنا سفيان قال: حدثنا عطا بن السايب عن عبدالله بن عمر قال جاء رجل إلى النبي ÷ فقال: يا رسول الله جئت أُبايعك على الهجرة وتركت أبواي يبكيان قال: ارجع إليهما فأضحكها كما أبكيتهما.
  وفيه قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن بدر الكرخي قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبيني قال: حدثنا الحارث بن محمد بن ابي اسامة قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا أبو اسحاق الأعمش عن حبيب بن ابي ثابت عن أبي العباس المكي عن عبد الله بن عمر قال جاء رجل إلى النبي ÷ فقال إني أريد الجهاد فقال اَحَيُّ أَبَوَاكَ قال: نعم. قال» ففيها فجاهد» ورواه. في الشفاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص.