الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل)

صفحة 497 - الجزء 5

  وفي التلخيص لابن حجر حديث أبي هريرة «قدم رسول الله ÷ مكة فبعث الزبير على احدى الجنبتين وبعث خالد بن الوليد على الجنبة الأخرى» الحديث بطوله رواه مسلم قال صاحب الحاوي: الذي عندي أن أسفل مكة دخله خالد بن الوليد. عنوة، وأعلاها دخله الزبير صلحا. قلت: وهذا توجيه منه لقول الشافعي: ان مكة فتحت صلحا وهو خلاف جماهير العلماء.

  قال ابن القيم في زاد المعاد وفيها في ذكر قصة النبي ÷ في دخوله وفتح مكة البيان الصريح ان مكة فتحت عنوة كما ذهب اليه جمهور أهل العلم إلا عن الشافعي وأحمد في أحد قوليه. وسياق القصة أوضح هذا شاهد لمن تأمله لقول الجمهور ثم استكمل ما استدل به من قال انه صلح. واستكمل الأدلة لمن قال: انه عنوة وانتصر له قلت: وكفى بالآيات القرآنية المتقدمة دليلاً على أن فتح مكة عنوة فلا حاجة بنا إلى الإطالة في ذكر ذلك والله أعلم.

(فَصْلٌ)

  في السَّلب: هو كل ما يكون على المقتول أو من في حكمه من ملبوس وسلاح وفرس.

  في الشفا خبر وروى عن النبي ÷ انه قال: «من قتل قتيلا فله سلبه».

  وأخرج الستة إلا النسائي عن أبي قتادة قال قال رسول الله ÷ «من قتل قتيلا له عليه بينة فله سلبه».

  وفي الشفا عن عوف بن مالك قال: خرجت مع زيد بن حارثة في غزاة مؤتة فوافقني فيها مدري من اليمن وإن روميا كان قد اشتد على المسلمين اغرابهم فتلطف ذلك المدري وقعد تحت صخرة، فلما مر به عرقب فرسه وخر الرومي لقفاه وعلاه السيف فقتله، فأقبل بفرسه وسرجه ولجامه ومنطقته وسلاحه إلى خالد بن الوليد فأخذ منه طائفة ونفله بقيته فقلت يا خالد أما تعلم أن رسول الله ÷ نفل القاتل السلب؟ فقال: بلى ولكنني استكثرته فقلت: لتردن وإلا عرفتكما عند رسول الله ÷ فأبى أن يرد عليه «فلما قدمنا على رسول الله ÷ أخبرته الخبر فقال يا خالد ما حملك على ما صنعت؟ فقال يا رسول الله استكثرته فقال: رد عليه ما أخذته