الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب حكم قتال البغاة)

صفحة 512 - الجزء 5

  السلام ان امير المؤمنين # يوم الجمل كان في خمسة عشر ألفا وطلحة والزبير وعائشة في ستة وثلاثين الفا فما كان الا ثلاث ساعات أو أربع حتى قتل من الفريقين زها نيف وعشرين ألفا. وقتل الزبير عمرو بن جرموز الخارجي بوادي السباع فلما انهزم أصحاب الجمل بعث علي # ابن عباس إلى عائشة في خمسين نسوة من أهل البصرة يأمرها بالانصراف إلى بيتها بالمدينة الذي تركها فيه رسول الله ÷ وقال: قل لها: إن الذي يردها خير من الذي يُخرجها. ثم نادى مناديه: لا تجيزوا على جريح، ولا تتبعوا مدبرا، ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا امرأة، ومن دخل داره وألقى سلاحه فهو آمن، وما حوت المنازل والدور فهو ميراث وإنما فعله لأنه لم يكن لهم فئة.

  وفي أمالي الإمام المرشد بالله # الاثنينية عن الاصبع بن نباته قال كأن عبد العزيز بن مروان إذا صلى العشاء جمع ولده وأصهاره وأهل بيته فينال من علي بن أبي طالب فقال ذات ليلة كفوا إن أبا هريرة حدثني عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله لم يبعث الله نبيا إلا بين من ولي الأمر بعده فهل بين؟ فقال: لا. ثم سألته بعد ذلك فقال: بلى. علي بن أبي طالب.

  وفيه أنبأنا ابراهيم بن طلحة بن ابراهيم بن غسان بقراءتي عليه في جامع البصرة قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العباس الاسفاطي قال: حدثنا عبد الله بن عمر الخطابي قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح عن جده صبيح عن زيد بن أرقم قال «كنا بباب رسول الله ÷ ننتظره فجاء علي # وفاطمة والحسن والحسين $ وجلسوا ناحية فخرج، رسول الله ÷ فقال «إنكم على خير وإلى خير ثم قال: بكساء خيبري جللهم به ثم قال: أنا حرب وأنا سلم لا أدري بأيها بدأ حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم».

  وفي الشفا وعن النبي ÷ «أنه قال للزبير إنك ستقاتل عليا ¥ وأنت له ظالم» وقد أخرجه البيهقي والحاكم وصححه عن أبي الاسود قال شهدت الزبير: يريد عليا فقال له علي: أنشدك الله هل سمعت رسول الله ÷ يقول «تقاتله وأنت له ظالم؟ فمضى الزبير منصرفاً وفي رواية أبي يعلى والبيهقي فقال الزبير بلى ولكن نسيت».