الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الوضوء)

صفحة 228 - الجزء 1

  تمضمض واستتنشق، فقال: «اللهم لقنِّي حجتي، ولا تحرمني رائحة الجنة»، ثم غسل وجهه، فقال: «اللهم بيض وجهي يوم تسود الوجوه، ولا تسود وجهي يوم تبيض الوجوه»، ثم سكب على يمينه، فقال: «اللهم أعطني كتابي بيميني، والخلد بشمالي»، ثم سكب على يساره، فقال: «اللهم لا تعطني كتابي بشمالي، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، ثم مسح براسه، فقال: «اللهم غشنا برحمتك فإنا نخشى عذابك، اللهم لا تجمع بين نواصينا وأقدامنا»، ثم مسح عنقه، فقال: «اللهم نجنا من مقطعات النيران وأغلاها»، ثم غسل قدميه، فقال: «اللهم ثبت قدمي على الصراط المستقيم، يوم تزل الأقدام»، ثم استوى قائماً فقال: «اللهم كما طهرتنا بالماء، فطهرنا من الذنوب» ثم قال بيديه هكذا يقطر الما من أنامله، ثم قال: يا بني أفعل كفعالي هذا، فإنه ما من قطرة تقطر من أناملك إلا خلق الله منها ملكاً يستغفر لك إلى يوم القيامة، ويكون ثواب تسبيح تلك الملك لك إلى يوم القيامة، يا بني أنه من فعل كفعالي هذا تَسَاقط عنه الذنوب، كما تساقط الورق عن الشجر في يوم الريح العاصف». وهذا في «الجامع الكافي».

  وفي الجامع الكافي عن علي # قال: ما من مسلم يتوضأ، ثم يقول عند وضوئه: «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب اليك، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، واغفر لي، إنك على كل شيء قدير، إلا كتب في رق، ثم ختم عليها، ثم وضع تحت العرش، حتى تدفع إليه بخاتها يوم القيامة».

  وفي الشفا عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ÷: «من توضأ وقال: سبحانك اللهم، وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب اليك، كتب في رق، ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة».

  وأخرج الحاكم في مستدركه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ÷: «من توضأ، ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك، لا اله إلا أنت، استغفرك، واتوب اليك، كتب في رق، ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة». وقال الحاكم: هذا حديث صحيح، واحتج به الشيخ سراج الدين في كتابه «تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج»