(باب الوضوء)
  وأخرج رزين العبدري عن أبي سعيد الخدري قال: قال: «من توضأ، وقال: سبحانك اللهم، وبحمدك، وأستغفرك، وأتوب اليك، كتب في رق، ثم طبع بطابع، ثم رفع، فلم يفك إلى يوم القيامة».
  وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر في حديث له يرفعه إلى النبي ÷ قال: «كانت علينا رعاية الإبل، فجائت نوبتي أرعاها، فروحتها بعشي، فأدركت رسول الله ÷ قائماً يحدث الناس، وأدركت من حديثه: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم، فيصلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه؛ إلا وجبت له الجنة»، فقلت له: ما أجود هذا فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود، فنظرت، فإذا عمر بن الخطاب، فقال: أني رأيتك جئت آنفاً، فقال: «ما منكم أحد يتوضأ، فيبلغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل في أيهما شاء». هذا لفظ مسلم.
  وروى أبو حاتم عن أنس قال: دخلت على النبي ÷، وبين يديه أناء من ماء فقال: لي: «يا أنس، أُدن أُعلمك مقادير الوضوء، فدنوت من رسول الله ÷، فلما أن غسل يديه قال: «بسم الله، و بالله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله». فلما استنجى قال: «اللهم حصن لي فرجي ويسر لي أمري». فلما أن تمضمض واستنشق قال: «اللهم لقنِّي حجتي ولا تحرمني رائحة الجنة»، فلما أن غسل وجهه قال: «اللهم بيِّض وجهي يوم تبيض الوجوه»، فلما أن غسل ذراعيه قال: «اللهم أعطني كتابي بيميني»، فلما أن مسح يده على رأسه قال: «اللهم غشنا برحمتك، وجنبنا عذابك»، فلما أن غسل قدميه قال: «اللهم ثبت قدمي يوم تزول فيه الأقدام» ثم قال النبي ÷: «والذي بعثني بالحق نبيئاً ... ما من عبد قالها عند وضوئه لم يقطر من خلل أصابعه قطرة إلا خلق الله منها ملكاً، يسبح الله بسبعين لساناً، يكون ثواب ذلك التسبيح له إلى يوم القيامة». ورواه ابن حبان في تاريخه في ترجمة عباد بن صهيب قال الشيخ سراج الدين: لكن قال أبو داود: قدري صدوق فيما يروي. قال أحمد: ما كان بصاحب كذب. قال: وله طرق أخرى موضحة ذكرتها في تخريج حديث الرافعي. ذكر هذا الشيخ سراج الدين في كتابه «تحفة المحتاج». واحتج به