الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب الغسل)

صفحة 251 - الجزء 1

  إن الله لا يستحي من الحق، أرأيت المرأة إذا رأت في المنام ما يرى الرجل أتغتسل أم لا؟ قالت عائشة؛ فأقبلت عليها فقلت أُفٍ لك وهل ترى ذلك المرأة؟! فأقبل عليّ رسول الله ÷ وقال: تربت يمينك يا عائشة وأين يكون الشبه؟!.

  وفي الجامع الكافي قال محمد يعني ابن منصور «إذا رأى في المنام كأنه يجامع أهله، فوجد بللا فليغتسل. قال: وبه جاء الأثر عن النبي ÷ وعن علي # وإن لم يجد بللاً فلا غسل عليه. وفيه أيضاً: وإذا رأت المرأة في المنام ما يرى الرجل فأنزلت؛ فعليها الغسل، قال: وروى محمد بن منصور عن علي # نحو ذلك.

  وفي الشفا سئل النبي ÷ عن الرجل يجد البلل في المنام؟ ولم يذكر الاحتلام قال: يغتسل قيل: يا رسول الله فإن رأى أنه قد احتلم، ولم يجد بللاً، قال: فلا غُسْل عليه. قالت أم سليم الأنصارية! المرأة ترى ذلك أعليها الغُسل؟ قال: «نعم إنما النساء شقائق الرجال».

  وأخرج أبو داود والترمذي عن عائشة قالت: إن رسول الله ÷ سُئل عن الرجل يجد البَلَلَ ولا يذكر. إحتلاماً قال: يغتسل. وعن الرجل يرى أنه احتلم فلا يجد بللاً؟ قال: لا غُسْل عليه. قالت أم⁣(⁣١) سلمة: المرأة ترى ذلك؟ قال: نعم النساء شقائق الرجال.

  وأخرج مالك ومسلم وأبو داود والنسائي عن عائشة، أن أم سليم سألت رسول الله ÷ عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل هل عليها من غسل؟ قال: «نعم، إذا رأت الماء. قالت عائشة فقلت لها تربت يداك!. فقال رسول الله ÷: دعيها، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك؟ إذا علا ماؤها ماء الرجل شبه الرجل أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه». هذا لفظ مسلم، وله في أخرى: «إن ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فمن أيهما علا وسبق يكون منه الشبه».


(١) هكذا في جامع الأصول وفي سنن أبي داود أم سليم انتهى نقلا عن الأم.