الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[كيفية الأذان والإقامة]

صفحة 321 - الجزء 1

  طرف النهار الأول: هو الفجر لصلاة الفجر، وطرف النهار الثاني: هو من دلوك الشمس إلى غسق الليل، لصلاة الظهر والعصر، كما في قوله تعالى {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ٧٨}⁣[الإسراء] والزلف: قال في كتاب مجمل اللغة: الزلفة من الليل طائفة. وفي النهاية، وفي حديث ابن مسعود، فذكر زلف الليل وهي: ساعاته واحد منها زلفة، قال وقيل: هي الطائفة من الليل، قليلة كانت أو كثيرة ... فساعات الليل وقت لصلاة المغرب والعشا كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ١ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤}⁣[المزمل] وقوله تعالى {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ٣٩ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ٤٠}⁣[ق]. وقوله تعالى في {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ١٧ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ١٨}⁣[الروم] وقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ١٣٠}⁣[طه]

  وفي المنتخب: أجمعوا جميعاً، يعني المحدثين عن رسول الله ÷ قال: «أمَّني جبريل # عند البيت، فصلى في الظهر حين زالت الشمس، وكانت بقدر الشراك، ثم صلى في العصر حين كان ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي المغرب حين أفطر الصائم، ثم صلى بي العشا حين غاب الشفق، ثم صلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم، قال: ثم صلى بي من الغد الظهر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم صلى بي العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم صلى بي المغرب حين افطر الصائم، ثم صلى بي العشا في ثلث الليل الأول، ثم صلى بي الفجر فأسفر، ثم التفت إليّ جبريل # فقال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك، الوقت فيما بين هذين الوقتين».