(فصل) [قول المحدثين من أهل الأمهات الست في عدالة الصحابة مطلقا]
  وفي رواية أبي هريرة «يَرِدُ عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلأون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي» ... الخبر إلى قوله: «إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى».
  وفي حديث سعيد بن المسيب: كان يتحدث عن أصحاب النبي ÷ أن النبي ÷ قال: «يرد عليَّ الحوضَ رجالٌ من أصحابي فيجلأون عنه» ... الخبر، أي يمنعون ويطردون عنه «وفي رواية» أخرى لأبي هريرة قال: قال ÷: «بينا أنا قائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم: خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم ... فقلت إلى أين؟! فقال إلى النار والله، فقلت وما شأنهم قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم اذا زمرة؛ حتى إذا عرفتهم، ثم ذكر مثل الأول، ثم قال: فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل(١) النعم»، انتهى ما أخرجه البخاري.
  وأخرج مسلم في صحيحه، في حديث أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله ÷: «تَرِدُ عليَّ أمتي الحوضَ وأنا أذودُ الناس عنه، كما يذودُ الرجل إبل الرجلِ عن إبله، قالوا يا رسول الله؟! قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم: تردون عليَّ غُرَّاً محجلين مِن آثار الوضوء وليصَدَّن عني طائفة فلا يصلون، فأقول: يا رب هؤلآء من أصحابي فيجيبني ملك فيقول: هل تدري ما أحدثوا بعدك»؟!
  وفي رواية «ألا ليُذادنّ رجالٌ عن الحوض، كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلم ... فيقال: إنهم قد بَدَّلوا ... فأقول سحقاً سحقاً».
  وفيه عن أبي هريرة أيضاً «لأَذودنَّ عن حوضي رجالاً كما تذاد الغربية من الإبل».
  وفي حديث أنس: «لَيَرِدَنَّ عليَّ الحوضَ رجال ممن قد صاحبني، حتى إذا رأيتهم أو رُفعوا إليَّ اختلجوا دوني ... فلأقولن أي رب ... أصحابي أصحابي ... فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
(١) الهمل صغار النعم أي الناجي منهم قليل انتهى نقلا عن لائم.