الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) (في وجوب سكوت المؤتم خلف الإمام في الجهرية)

صفحة 42 - الجزء 2

  وفي شرح التجريد: حدثنا أبو بكر الدينوري قال: حدثنا عباد بن عمرو التميمي ومحمد بن عبد العزيز قال: حدثنا أسد بن رؤبة قال: حدثنا محمد بن الفضل عن عطية عن أبيه عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷ «من كان له إمام فقراءته له قراءة» وهو في أصول الأحكام.

  وفيه أيضاً: أخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي عن أحمد بن عبد الرحمن قال: حدثنا عمي عبد الله بن وهب بن الليث عن يعقوب عن النعمان عن موسي بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن النبي ÷ قال «من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة».

  وفيه أيضاً أخبرنا أبو بكر المقري قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا يحيى بن نصر قال: حدثني يحيى بن سليمان قال: حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر عن النبي ÷ أنه قال «من صلى ركعة فلم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا أن يكون وراء الإمام». وهذا في أصول الأحكام.

  وأخرج أبو داود والترمذي والنسائي عن عبادة بن الصامت «بينا رسول الله ÷ يقرأ في بعض الصلوات التي يجهر فيها التبست عليه القراءة فلما انصرف قال: هل تقرؤون إذا جهرت؟ فقال بعضنا إنا لنصنع ذلك قال فلا تفعلوا أنا أقول ما لي أنازع في القرآن فلا تقروا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن».

  هذا الاستثناء: يحتمل أن يكون من قوله إذا جهرت ويحتمل أن يكون فلا تقرءُوا بشيء وهذه الزيادة مصادمة لصريح قوله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}⁣[الأعراف: ٢٠٤]. مع احتمال أن تكون إلا بمعنى الواو ذكره الجوهري في الصحاح واحتج بقول الشاعر.

  وأرى لها دارًا بأغدرة الـ ... ـسيدان لم يُدْرسْ لها رسم

  إلا رماداً هامدًا دفعت ... عنه الرياح خوالدٌ سُحْم

  أي ورمادًا هامدًا. وتابعه صاحب القاموس واحتج لذلك بقوله تعالى {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا}⁣[البقرة: ١٥٠] أي والذين ظلموا، وبقوله تعالى {لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ١٠ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ}⁣(⁣١) [النمل: ١٠ - ١١] أي ومن ظلم.


(١) الآية: {ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ١١}.