(فصل) [في مناقب عمار وكونه صريع البغاة]
  قتل عمار، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: اليوم، صح لي با معاوية أنك على الباطل، لأني سمعت رسول الله ÷ يقول لعمار «تقتلك الفئة الباغية» قال معاوية أنحن قتلناه؟ إنما قتله مَن جآء به قال: فإنما قتل حمزةَ، النبيُ ÷.
  «وقال» الإمام المنصورُ بالله الحسن بن بدر الدين @ أيضاً: وعن أبي عماره(١) عن خزيمة بن ثابت قال: كان خزيمة بن ثابت كافاًّ لسلاحه حتى قُتل: عمار بصفين، فسل سيفه وقال قد حل لي القتال، فقاتل حتى قتل.
  «وقال المنصور بالله» ولما رآى علي # عماراً ¥ مقتولاً وقف عليه، وقال {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦}[البقرة] إنَّ أمرءاً لم يدخل عليه مصيبة من قتل عمار فما هو من الإسلام في شيءٍ، ثم قال: رحم الله عماراً يوم قتل، ويوم يبعث، ويوم يُسأل، فوالله لقد رأيت عماراً وما يذكر من أصحاب النبي ÷ ثلاثة إلا كان رابعهم، ولا أربعة إلا كان خامسهم، إن عماراً وجبتْ له الجنة في غير موطن، فهنيئا له بالجنة، لقد قتل مع الحق، والحق معه، قَاتِلُ عمارٍ، وسالِبُ عمار، وشاتِمُ عمار في النار، وصلى عليٌّ # عليه ودفنه».
  «وفي الشفاء» وعن أبي قتادة أن النبي ÷ قال لعمار حين مسح التراب عن رأسه «بُؤْساً لك يا ابن سمَيّة بؤساً لك: تقتلك الفئة الباغية».
  وفي كتاب المحيط بالإمامة للشيخ الإمام أبي الحسن علي بن الحسين: قال النبي ÷ لعمار «تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك ضياح(٢) من لبن».
  وفي أمالي أبي طالب قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا محمد بن زكريا العلأبي، قال: حدثني أبو همأم محمد بن محمد، قال: حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن ابن عباس قال: قال رسول الله ÷ «ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، فذلك دأب الأشقياء الفجار».
(١) لعله عن عمارة بن خزيمة بن ثابت وهذا مر الصواب انتهى.
(٢) ضَياح بالفتح اللبن الحائرِ يصب فيه الماء انتهى.