(فصل) [في مناقب عمار وكونه صريع البغاة]
  وفي كتاب أخبار صفين لأبي مخنف(١) من قصة و حديث طويل قال: قال ذو الكلاع لأبي نوح الحميري، وكان أبو نوح مع علي #: أفيكم عمار بن ياسر؟ قال له أبو نوح: لا أُخبرك عنه بشيء حتى تخبرني لم تسألني عنه؟: قال ذو الكلاع إن عبد الله بن عمرو بن العاص ذكر أن رسول الله ÷ حدثه أنه «يلتقي أهل العراق وأهل الشأم وفي أحدهما الحق وأمأم الهدى، وفيهم عمار بن ياسر تقتله الفئة الباغية وقاتِلُه وسالبُه في النار، ثم ساق الحديث حتى ذكر اتفاق أبي نوح وعمرو بن العاص قال ذو الكلاع: يا عمرو فقال عمرو يا أبا نوح أنشدك الله لا كذبتنا ولا تكتمنا، أفيكم عمار بن ياسر؟ قال أبو نوح والله لا أخبرك بشيء حتى تخبرني لم تسألَني عنه، فإن معنا غيرَه من أصحاب محمد ÷ - كلهم جاد على قتالكم، مستبصرين فيكم وفينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، قال عمرو: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن عماراً تقتله الفئة الباغية وقاتله وسالبه في النار».
  وفي تجريد جامع الأصول أخرج البخاري عن عكرمة قال: قال لي ابن عباس ولابنه: أنطلقا إلى أبي سعيد، فاسمعا حديثه، فانطلقْنا فسمعناه يحدث حتى اتي على ذكر بنآء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي ÷، فجعل ينفض التراب عليه و يقول «ويح عمار؛ تقتله الفئة الباغية، يدْعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار».
  وذكر الحميدي في الجمع بين الصحيحين في خبر عمار أنه ليس في صحيح البخاري، تقتله الفئة الباغية، وأن ليس فيه الاّ يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه الى النار، وقد ثبت «تقتله الفيئة الباغية»، في صحيح البخاري، في نسخة الصغاني(٢) التي ذكر أنه قابلها على نسخة الفربري التي بخطه وذكر ذلك ابن حجر في فتح
(١) أبو مخنف لوطا بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الكوفي الاخباري صاحب التصانيف عن مجالد وجابر بن زيد وكميل بن زياد وغيرهم وعنه يحياى بن سعيد وهشأم بن محمد وابن المدني وغيرهم توفي سنة ثمان وخمسين ومائة عدادة في تقات الشيعة واعتمده ألمنينا وقد نالت منه النواصت (لنواصب) (ظن) قلت واكتر النقل عنه ابن أبي الحديد مع تحريه انتهي مختصر طبقات وجَدُّ أبيه مخنف بن سليم ولاّه علي بن أبي طالب على أصفهان وكان على راية الأزد يوم صفين أفاده عبد البر في الاستيعاب.
(٢) بفتح الصاد المهملة ثم العين المعجمة تمت من المغني.