الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في مناقب عمار وكونه صريع البغاة]

صفحة 51 - الجزء 1

  الباري وأثبت ذلك ابن الأثير في جامع الأصول وكذلك السيوطي في الجامع الصغير فأما لفظ «يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» فلا اختلاف في ثبوته في صحيح البخاري، والله الهادي.

  وفي الجامع الصغير للسيوطي عن النبي ÷ أنه قال: عمار تقتله الفئة الباغية قال «أخرجه» أبو نعيم في الحلية عن أبي قتاده قال «وأخرجه» أحمد بن حنبل، ومسلم، والأربعة، يعني أبا داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

  وفيه أيضاً عن أبي سعيد الخدري عن النبي ÷ ال أنه قال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويَدْعونه إلى النار» قال أخرجه أحمد حنبل، والبخاري.

  وفي سيرة ابن هشأم مِن حديث طويل: فدخل عمار بن ياسر، وقد أثقلوه باللبن، فقال يا رسول الله يحملون على ما لا يحملون، قالت أم سلمة، زوج النبي ÷ فرأيت رسول الله ÷ - ينفض وَفْرته بيده، وكان رجلا جعداً، وهو يقول: «ويح ابن سمية ليسوا بالّذين يقتلونك إنما تقتلك الفئة الباغية».

  «وأخرج» النسائي في كتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # عن سعيد⁣(⁣١) بن أبي الحسن عن أمه عن أم سلمة أن رسول الله ÷ قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية»، وأخرجه أيضاً عن الحسن عن أمه عن أم سلمة ولفظه: قالت لما كان يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن، وقد اغبَّر شعرُ صدرهِ قالت: فوالله ما نسيت وهو يقول: «اللهم إنما الخيرُ خيرُ الأخره، فاغفر للأنصار والمهاجرة» قالت: وجاء عمار فقال ÷: «ابن سمية تقتله الفئةُ الباغية».

  وأخرجه أيضاً عن الحسن ولفظه قال الحسن: قالت أم الخير، أم سلمة: ما نسيت يوم الخندق، وهو ÷ يعطيهم اللبن، وقد اغبر شعره وهو يقول: «اللهم إنما الخيرُ خيرُ الأخره فاغفر للأتصار والمهاجره»، قالت وجاء عمار فقال ÷: «هذا ابن سمية تقتله الفئة الباغية».

  وأخرجه أيضاً عن عكرمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول ÷ قال لعمار


(١) سعيد بن أبي الحسن البصريّ: هو أخو الحسن ثقة من الثالثة مات سنة مائة انتهي في التقريب.