الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [في مناقب عمار وكونه صريع البغاة]

صفحة 52 - الجزء 1

  «تقتلك الفئة الباغية» «وأخرجه» أيضاً عن أبي مسلمة عن أبي بصرة عن أبي سعيد الخدري قال حدثني مَن هو خيرٌ مني أبو قتادة أنَّ رسول الله ÷ قال لعمار «بؤساً يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية».

  وأخرج أيضاً عن حنظلة بن خويلد قال: كنت عند معاوية، فأتاه رجلان يختصمان في رأس عمار، يقول كل واحد منها: أنا قتلته: فقال عبد الله بن عمرو: ليطب أحدُكما به نفساً لصاحبه، فإني سمعت رسول الله ÷ يقول: «تقتلك الفئة الباغية». وأخرجه عن حنظلة بن سويد قال جيء برأس عمار فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله ÷ يقول: «تقتلك الفئة الباغية» أيضاً عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن الحارث قال: قال عبد الله بن عمرو نحوه.

  وأخرجه أيضاً عن الأعمش عن عبد الرحمن بن زياد عن عبدالله بن الحارث ولفظه قال: إني لأساير عبد الله بن عمرو، وعمرو بن العاص، ومعاوية، فقال عبد الله بن عمرو: سمعت رسول الله ÷ يقول: وتقتلك الفئة الباغية» يعني عماراً قال عمرو لمعاوية: أتسمع ما يقول هذا أنحن قتلناه؟ إنما قتله مَن جاء به.

  وقال الإمام شرف الدين # ما لفظه وما قد ورد النص المتواتر؛ بأن قتله أمارة الفئة الباغية التي أمر الله بقتالها حتى تفيء إلى أمر الله، مثل حديث عمار المتواتر اللفظ والمعني، بإجماع المؤالف والمخالف.

  وقال ابن بهران في شرح القصص الحق، وأخرج أحمد عن النبي ÷. أنه قال: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار» قال: وقد ذكر الذهبي وغيره أن هذا الخبر متواتر، وقد ذكر الرافعي حديث النبي ÷ أنه قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية؛ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» قال: وهو خبر مشهور.

  قال ابن حجر في التلخيص أخرجه مسلم من حديث أبي قتاده، وأبي سعيد الخدري، وأم سلمة، وأصل حديث أبي سعيد عند البخاري إلا أنه لم يذكر مقصود الترجمة، نبه على ذلك الحميدي ووَهَمَ مَن زعم أنه ذكره.