الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[فصل] [النهي عن أذية المسلم والاستفاضة من بحوث الأدلة التي تثبت ذلك وما إليه]

صفحة 56 - الجزء 1

  رسول الله ÷ فلما انفتل مِن صلاته أقبل علينا غضبان فنادا بصوت أسمع العواتق⁣(⁣١) في أجواف الخدور، فقال: «يا معشر مَن أسلم ولم يدخل الإيمان في قلبه؛ لا تذموا المسلمين، ولا تطلبوا عوراتهم، فإنَّ من تطَلَّبَ عورة أخيه - المسلم، هتك الله سِتْرَهُ، وأبْدا عورته ولو كان في سِتْرِ بيته».

  وفيه قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي بقراءتي عليه قال: حدثنا محمد بن الحسين الأزدي قال: حدثنا أحمد بن علي بن المثني قال: حدثنا إبراهيم بن دينار قال: حدثنا مصعب بن سلأم قال: حدثنا حمزة بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن البرا قال: خطبنا رسول الله ÷ وأسمع العواتق في بيوتها، أو في خدورها فقال: «يا معشر مَن أمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، لا تغتأبوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه مَن تتبع عورة أخيه تتبع اللهُ عورته، ومَن تتبع عورته يفضحه الله في جوف بيته».

  وفي أمالي المرشد بالله # قال أخبرنا أبوذر محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني الواعظ قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثنا إسماعيل بن بويه قال: حدثنا مصعب بن سلأم قال: حدثنا حمزة الزيات، عن أبي إسحاق عن البرا بن عازب قال: خطبنا رسول الله ÷ حتى سمع العواتق في بيوتها، أو في خدورها، فقال: «يا معشر من أمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه: لا تغتأبوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه مَن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه وهو جوف بيته».

  وفي المصأبيح لأبي العباس قال: أخبرنا عبد الله بن الحسن الايوازي، بإستاده عن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن أبيه عبد الله بن الحسن $ عن النبي ÷ أنه قال في حديث طويل «يا أيها الناس


(١) العواتق جميع عاتق وهي: الشابة أول ما تدرك، وقيل: هي التي لم تبن من والديها ولم تُزوج، وتجمع على العتق والعواتق، يقال عتقت الجارية فهي عاتق، وكل شيء بلغ أناه فقد عتق، والعتيق القديم. انتهى من النهاية.