الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(فصل) [فيما يملكه رسول الله ÷ من الأرضين]

صفحة 251 - الجزء 2

  وقال الهادي # إن أبا بكر عمد إلى فدك فوقفها على نفسه وولده وولد ولده وعلى أصحابه وأولادهم واولاد اولادهم إلى أن تقوم الساعة وترك أهل رسول الله ÷ جائعين ضارعين فتداول ذلك الظالمون ظالم بعد ظالم إلى يومنا هذا في كلام طوبل.

  وقال أبو العباس الحسني رضي الله تعالى في المصابيح: أخبرنا اسحاق بن إبراهيم الحديدي بإسناده عن أبي سعيد الخدري ¥ قال: لمّا نزلت على رسول الله ÷ {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}⁣[الإسراء: ٢٦] دعا رسول الله ÷ فاطمة وأعطاها فدكاً وهو في الجامع الكافي.

  وقال أبو العباس الحسني ¥ في المصابيح أخبرنا علي بن سليمان البجلي بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه «أنّ فدكا تسع قريات متصلات حد منها مما يلي وادي القرى غلتها في كل سنة ثلاثمائة ألف دينار لم يضرب عليها بخيل ولا ركاب أعطاها النبي ÷ فاطمة & قبل أن يقبض بأربع سنين. وكانت في يدها تحمل غلاتها وعبْدٌ يسمى جبير وكيلها. فلما قُبض رسول الله ÷ أنفذ أبو بكر رجلًا من قريش بعد خمسة عشر يوماً فأخرج وكيل فاطمة & منها.

  وفيه أيضًا قال أخبرنا علي بن الحسين بإسناده عن عبد الله بن الحسين @ إنّه أخرج وكيل فاطمة & من فدك وطلبها البينة بعد شهر من موت رسول الله ÷، فلما ورد وكيل فاطمة &: قال أخرجني صاحب أبي بكر سارت فاطمة & ومعها أم أيمن ^ ونسوة من قومها إلى أبي بكر فقالت: فدك بيدي أعطانيها رسول الله ÷ وتعرض صاحبك لوكيلي. فقال: با ابنة محمد أنت عندنا مصدقة إلا أنّ عليك البينة فقالت: يشهد لي علي بن أبي طالب وأم أيمن فقال: هاتي فشهد أمير المؤمنين # وأم أيمن ^ فكتب صحيفة وختمها فأخذتها فاطمة & فاستقبلها عمر فقال يا ابنة محمد: هلم الصحيفة ونظر فيها وتفل فيها ومزقها.

  وفيه أيضًا قال أخبرنا أحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي بإسناده عن عائشة أنّ فاطمة والعباس سلام الله عليها أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من النبي ÷ وها حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر: سمعت رسول الله ÷