[تفسير الحاكم النيسابوري لآية سورة الروم]
  قلت وبالله التوفيق روى له البخاري في الأدب وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
  وقال البخاري حدثنا يحيى هو أبو عبد الله بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال أتى مالك بن أوس بن الحدثان وكان محمد بن جبير بن مطعم ذكره لي من حديثه ذلك فانطلقت حتى دخلت عليه.
  فسألته فقال «انطلقت حتى ادخل على عمر فأتاه حاجبه فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد قال نعم فأذن لهم قال فهل لك في علي وعباس قال نعم قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا. قال انشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض هل تعلمون أن رسول الله ÷ قال: «لا نورث ما تركنا صدقة» يريد رسول الله ÷ نفسه قال الرهط قد قال ذلك. فأقبل على علي وعباس @ فقال هل تعلمان أنّ رسول الله ÷ قال ذلك قالا قد قال ذلك فقال عمر فإنّي أحدثكم عن هذا الأمر أنّ الله قد خص رسول الله ÷ في هذا الفي بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال ø: {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ} إلى قوله: {قَدِيرٌ ٦}[الحشر] فكانت خالصة لرسول الله ÷ والله ما اختارها دونكم ولا استًأثرها عليكم لقد أعطاكموها رمتها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان النبي ÷ ينفق على أهله من هذا المال نفقة سنته ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله ø ففعل بذلك رسول الله ÷ حياته. أنشدكم بالله هل تعلمون ذلك؟ قالوا: نعم قال لعلي والعباس @ نشدكما بالله هل تعلمان ذاك قالا نعم فتوفي رسول الله ÷ فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله ÷ فقبضها فعمل بما عمل به رسول الله ÷ ثم توفى الله أبو بكر فقلت أنا ولي ولي رسول الله ÷ فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله ÷ وأبو بكر ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع جيتني تسألني نصيبك من ابن أخيك ويأتي هذا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت إن شئتما دفعتها إليكم بذلك فتلتمسان مني قضاء غير ذلك. فوالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها قضاًء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما فارفعاها إلي فإنّا أكفيكماها».
  وفي سنن أبي داود قال حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن يحيى بن فارس المعني قالا حدثنا بشر بن عمر الزهراني قال حدثني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن مالك