الاعتصام بحبل المتين،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

(باب أحكام الأرضين)

صفحة 257 - الجزء 2

  فأخذتماها مني على ذلك ثم جئتماني لأقضي بينكما بغير ذلك والله ما أقضي بينكما بغير ذلك حتى تقوم الساعة فإنّ عجزتما عنها فَرُدَّاها.

  وفي سنن النسائي أخبرنا علي بن محمد قال حدثنا اسماعيل يعني ابن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال جاء العباس وعلي @ إلى عمر يختصمان فقال العباس اقض بيني وبين هذا فقال الناس افصل بينهما. فقال عمر: لا أفصل بينهما قد علما أنّ رسول الله ÷ قال: لا «نورث ما تركناه صدقة» قال فقال الزهري: وليها رسول الله ÷ فأخذ قوت أهله وجعل سائر سبيله بيت المال ثم وليها أبو بكر بعد. ثم وليتها بعد أبي بكر فصنعت فيها كالذي يصنع ثم أتياني يسألاني أن ادفعها إليهما على أن يليها بالذي وليها به رسول الله ÷ والذي وليها به أبو بكر والذي وليتها. فدفعتها إليهما وأخذت عهودهما ثم أتياني يقول هذا إقسم نصيبي من ابن اخي ويقول هذا اقسم لي من امرأتي فإن شاءا أن ادفعها اليهما على أن يلياها بالذي وليها به رسول الله ÷ والذي وليها به أبو بكر والذي وليتها به دفعتها إليهما وإنّ أبيا كفيا ذلك». انتهى.

  اعلم أن مرجوع من ذكرنا أهل الكتب المشهورة في هذا الحديث إلى الزهري وهو محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري ومالك بن أوس بن الحدثان.

  فأما الزهري فلا يختلف المحدثون وأهل التواريخ في إنّه كان مُدلّساً وفي إنّه كان من أعوان ظلمة بني أمية وقد أمّروه على شرطتهم.

  وحكى الذهبي في الميزان في ترجمة خارجة بن مصعب أبي الحجاج السِرخسي الفقيه قال قال أحمد بن عبدويه⁣(⁣١) المروزي سمعت خارجة بن مصعب يقول قدمت على الزهري وهو صاحب شرطة بني أمية فرأيته يركب وفي يده حربة وبين يديه الناس وفي أيديهم الكافر كوبات فقلت قبح الله ذا من عالم فلم أسمع وفي علوم الحديث للحاكم | قيل ليحيى بن معين: الأعمش خير أم الزهري؟ فقال: برئت منه إن كان مثل الزهري. إنّه كان يعمل لبني أمية.

  وروي أبو جعفر عن الزهري إنّه قال لعلي بن الحسين سلام الله عليها: كان معاوية يسكته الحلم وينطقه العلم فقال #: كذبت يا زهري كان يسكته الحصر وينطقه البطر


(١) كذا في الأصل الاعتصام